مقالات خاصة

الطابع الوراثي يقتل رياح التغيير المنتظر في المجلس …

الإفتتاحية بقلم غادة طالب

أسابيع قليلة تفصل بيننا و بين الإستحقاق النيابي ، إلا أن الأجواء العامة المخيمة يسيطر عليها  الخجل … إن من خلال الضجة الإنتخابية بماكيناتها و مهرجاناتها التي إعتدنا عليها أو من خلال تهافت المرشحين على الكشف عن سواعدهم بشكلٍ  مؤقت و محاولة إستمالة الناخبين إليهم و كسب أصواتهم بأي شكل كان …
هي مقاطعة، فقدانٌ للأمل ، أم إستسلامٌ و ضمانٌ للنتيجة المحسومة مسبقاً … خلاصة الأمر أن إنتخابات ٢٠٢٢ ليست كسابقاتها ، و صمتها الإنتخابي بدء مبكراً …
إستحقاق فاقدٌ للروح ، روح الثورة تحديداً ، روح ١٧ تشرين التي إنطفأت و إنطفئ معها أي أملٍ بالتغيير ، تغييرٌ نادينا به ، آمننا به حتى أن شهداءً سقطوا من أجله… رغم يقيننا التام بإستحالة تحقيقه ، رغم تأكدنا أن” كُلهم” لن تكون يوماً “كُلهم” و أن الزعيم المنتمى إليه سيظل دائماً مستثنى … 
و اليوم و مع بدء العد العكسي و إقتراب يوم التغيير الذي كان من المفترض أن يكون منتظراً بلهفةٍ و حماسٍ أكبر ، و بعد إنكشاف التحالفات و إعلان اللوائح بشكلها النهائي ، و مع تكشّف معالم المجلس الجديد و الوجوه التي كان من المفترض أن تكون جديدة ، نستنتج التالي : أن المجلس الجديد رغم تغيير الوجوه التي ستكون فيه إلا أنه ليس سوى نسخة معادة عن المجلس السابق و لكن بوجه شبابي مستحدث ، نوابٌ جدد أو بشكلٍ أدق ورثةٌ و أولياء عهدٍ جدد … فكل نائبٍ نقل شعلته إلى وريثه ليكمل مسيرته في المجلس و يحافظ على المقعد الذي أصبح لديهم ضمن التركة التي يتقاسمها و يتنازع عليها الورثة … بغض النظر إن كان الوريث ملائماً أم لا ، بغض النظر إن كان يفهم بالسياسة أم لا ، بغض النطر عن أي الشي فالمهم هنا أن لا يذهب الكرسي لشخص آخر و أن يبقى إسم هذه العائلة خالداً و ثابتاً في المجلس …
الأمر الذي يفسر بشكل ما حتى لو لم يكن منطقياً سبب غياب الأجواء الإنتخابية ، الأمر الذي يفسر فقدان الناخبيين الأمل بحدوث أي تغيير و تأكدهم أن هذه السلطة باقية لا محالة ، و الأمر الذي سينعكس بشكل أكيد على نسبة الإقتراع التي من الظاهر أنها ستكون أكثر إنخفاضاً من الإنتخابات السابقة …
في الختام فقدان الأمل و المقاطعة و إستسلامنا لعدم الإيمان بحدوث أي تغيير هو الذي سيوصلنا إلى مجلس متوارث و هو الذي سيبقينا في عهدة الطبقة ذاتها التي أغرقتنا في المستنقع الحالي … لذلك علينا أن نعيَّ جيداً أن المقاطعة ليست الحل و أن قرارنا قادر على إحداث التغيير و قلب كل المعادلات … و أن كل ما علينا القيام به هو تحمل مسؤوليتنا ليومٍ واحد و الإدلاء بصوتنا لمن يستحق أن يكون ممثلاً و صوتاً لنا …

غادة طالب

اسرة التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى