Facebookمقالات خاصة

إلى أن يأتي يوم تستيقظ فيه هذه الأمة فتغار على شرفها وتثأر لقبلتها…

الإفتتاحية بقلم مصطفى عبيد

هو أولى القبلتين وحاله يمثل حال المسلمين، فإن كان هو بخير فهذا معناه أن الأمة الاسلامية بخير وإن كان يرزح تحت الحصار والاحتلال فهذا معناه أن المسلمين في أضعف حالاتهم وقد باتوا كغثاء السيل عددهم كبير جداً ولكن دون هيبة أو بصمة ولا يحسب لهم أي حساب بين الأمم فهم تابعين ولا رأي لهم، هو المسجد الأقصى الذي يطمع به الجميع ويحاول الاعتداء عليه وانتهاك حرمته، ولطالما حاول المحتلون اليهود اقتحامه وطرد المسلمين منه والسيطرة عليه.
وفي السنوات القليلة الماضية أصبح الإعتداء الاسرائيلي على المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك أمراً تقليدياً، فبينما الأمة العربية غارقة في ملذاتها ومسلسلاتها وسهراتها وسهوتها في رمضان، نجد الإحتلال الغاشم قد خصص هذه الأيام لانتهاك حرمة الأقصى ومنع المصلين والمعتكفين من البقاء في المسجد وهم يتمادون في اعتداءاتهم غير آبهين للعرب واستنكاراتهم واداناتهم التي لا تأثير لها سوى لذر الرماد في العيون بأنها لم تلتزم الصمت وانما أصدرت بيانات تافهة بينما أهل القدس يدافعون بأجسادهم عن شرف أمة بكاملها.
بدأت الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الأقصى خلال شهر رمضان في العام 2018 وتحديداً في الخامس من حزيران حيث نفذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات لمصلين ترافق مع افتحامات واعتداءات بالضرب بحجة تلاوة القرآن بصوت مرتفع، ومن ثم كررت قوات الاحتلال فعلتها في الثاني عشر من شهر أيار في العام 2019 في رمضان حيث قام العدو بطرد المعتكفين والمصلين واستمروا بهذه الأفعال طيلة الشهر المبارك، وفي العام 2021 نفذ المستوطنون وقوات الاحتلال عدة اقتحامات للمسجد الأقصى في رمضان بحجة مناسبات دينية يهودية والتي ترافقت مع اعتداءات واعتقالات ووقوع عدد من الإصابات والتي ما لبثت أن تحولت إلى مجازر إسرائيلية في غزة وحي الشيخ جراح استشهد خلالها العديد من الفلسطينيين.
وها هو العدو الغاصب يكرر فعلته هذا العام أيضاً باقتحام المسجد القبلي واعتقاله لعدد كبير من المصلين موقعاً العديد من الاصابات في صفوف المصلين الذين لم يتراجعوا ولم يهربوا وإنما هم مرابطون في المسجد رغم محاولات قوات الاحتلال لاخلائهم بحجة السماح للمستوطنين بالاحتفال بعيد الفصح اليهودي، هذا وقد تحولت باحات المسجد الأفصى لرقعة اشتباكات بين الفلسطينيين والعدو المحتل، فيما لم تتخطى ردة الفعل العربية بعد 4 سنوات من الإعتداء المتكرر خلال شهر رمضان مرحلة الادانة والاستنكار.
ربما سنشهد هذا العام أيضاً مجزرة جديدة سيرتكبها العدو الصهيوني بحق الفلسطينيين خلال هذا الشهر المبارك، مجزرة ستكون وسام شرف وعزة لأهل القدس بصبرهم ومواجهتهم لمخططات بني صهيون ودفاعهم عن قبلة المسلمين وشرفهم، وستكون هذه المجزرة بصمة عار جديدة في سجل تاريخ الأمة الاسلامية المنغمسة بمسلسلات وحفلات الشهر الكريم، وحكام الأمة اللاهثون لعقد اتفاقيات السلام مع محتل غاصب يعتدي كل يوم على شرفهم إلى أن يأتي يوم تستيقظ فيه هذه الأمة فتغار على شرفها وتثأر لقبلتها.

مصطفى عبيد

اسرة التحرير ، ناشط سياسي وإجتماعي، كاتب في عدة مواقع الكترونية، مهتم بالصحافة الإستقصائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى