مقالات

باريس ترفض أي ذرائع لوجستية أو تقنية لتأجيل الإنتخابات

جاء في الجريدة الكويتية

مع عودة سفراء الخليج إلى لبنان، تبرز مواقف دولية داعمة لحركتهم على الساحة اللبنانية، انطلاقاً من قناعة أوروبية – أميركية مفادها أن لبنان لا يمكنه النهوض من دون مساعدات خليجية.

فالإفطار الذي نظمه السفير السعودي في بيروت وليد بخاري، بمشاركة السفير الكويتي عبد العال القناعي، وحضور سفراء عرب وأجانب، حمل إشارة واضحة إلى حجم التنسيق الخليجي ـ الغربي في الملف اللبناني، والتطابق في المواقف.

فرنسا كانت من بين الدول الأساسية التي أدت دوراً مساهماً في سبيل عودة الاهتمام الخليجي بلبنان، وهي من أشد المؤيدين للمبادرة الكويتية، وتحثّ على ضرورة الالتزام بمندرجاتها، لا سيما لجهة إجراء الاستحقاقات الانتخابية في مواعيدها ولجهة النأي بالنفس أيضاً.ويقول مصدر دبلوماسي فرنسي رفيع المستوى في بيروت لـ”الجريدة الكويتية”، إن “باريس، بحكم العلاقة الاستراتيجية بينها وبين دول الخليج، تؤدي دورها الطبيعي بين لبنان والخليجيين، خصوصاً السعودية، وسعت بقوة عبر وساطتها لعودة السفراء وتأمين كل الشروط اللازمة لذلك”.

ويوضح المصدر، أن “الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون زار السعودية وحصل نقاش في الملف اللبناني، تبعه حوار متواصل لمنع حصول المزيد من التصعيد، خصوصاً أن لبنان لا يمكنه الانقطاع عن الدول العربية ولا نهوض له من دون دول الخليج”.

ووفق المصدر، فإن “لبنان لا يشكل أولوية على الأجندة الدولية والإقليمية، لكن فرنسا، بنتيجة حوارها مع دول المنطقة والشركاء، قادرة على إدراج لبنان في لائحة الاهتمامات الدولية، لكن في المقابل، على لبنان المساعدة من خلال النأي بالنفس والإصلاحات، التي لا بد من تطبيقها لمصلحة جميع اللبنانيين”. وإذ أشاد “بأهمية توقيع الاتفاق الأولي مع صندوق النقد الدولي”، أفاد المصدر، بأن “المجتمع الدولي ينتظر إثباتات أن الدولة جادة في العمل حول الانتخابات والإصلاحات”.

ويركز المصدر الدبلوماسي الفرنسي على ضرورة حصول الانتخابات، قائلاً إن “بالنسبة لنا يجب أن تحصل الانتخابات في موعدها، والمجتمع الدولي موحّد خلف هذا المطلب وأشدد على كلمة موحّد”. وفي رد على الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بأن هناك سفراء يسعون إلى تأجيل الانتخابات، قال المصدر الدبلوماسي الفرنسي إنني “اترك نصر الله يتحمل مسؤولية تصريحاته، لكن نحن نقول وباسم الشركاء الغربيين، ولا سيما الأميركيين، إن الموقف ثابت من الانتخابات وليس هناك تطرق أبداً لاحتمال تأجيلها، هو استحقاق دستوري ينتظره اللبنانيون، وهناك إجماع دولي لإجرائه في موعده، وهو موقف يوافق عليه المجتمع الدولي بما فيه روسيا والصين”.

ويشير المصدر إلى أن “باريس ترفض أي ذرائع لوجستية أو تقنية لتأجيل الانتخابات، فالمجتمع الدولي قدّم الدعم اللازم لحصول الاستحقاق، وبحال لم تجر الانتخابات فأنا أقول، إن السبب سيكون وقتها سياسياً”.​

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى