مقالات خاصة

بين سماسرة بيع الأصوات إلى فضائح الثورة … نحصد سوء إختيارنا من جديد

الإفتتاحية بقلم غادة طالب

لن نتحرر  أو حتى نتقدّم …
سنبقى مستعبدين من قِبل السُلطة نفسها ، من قِبل الوجوهِ نفسها … فالشعب فاسدٌ أكثر من زعمائه ، وسنظل دائماً نحصد فساد أعمالنا…
لم نتعظ و لن نتعظ يوماً…
لا الحروب و لا جميع الأزمات التي مررنا ولازلنا نَمرُّ بها شكلت درساً لنا ، رغم جميع ويلاتها ، رغم جميع خسائرها ، رغم إيصالنا لكل ما نمُرّ به ، رغم  إغراقنا في مستنقع الجحيم الحالي …
بلدٌ على شفير الإفلاس لكي نكون كحكومتنا نستنكرُ أمر إفلاسنا الذي بات مؤكد ، بلدٌ غارقٌ في العتمة تسيطر عليه مافيات المولدات و تحكم قراراته ميلشيات السلاح الغير الشرعي ،  عملةٌ منهارة ، دولارٌ هائج و أزماتُ محروقاتٍ و قمح تلوّحُ دائماً في الأفق …
كل ذلك هو نتيجة سوء إختيارنا ، كل ذلك هو نتيجة بطاقة تشريج ، كرتونة غذاء أو حتى بعض الدولارات.
و اليوم و بعد قرابة السنتين و النيّف من ثورة 17 تشرين و شعار “كلن يعني كلن ” والذي تبيّن منه أن كلهم لم يكون سوى الرئيس سعد الحريري  وانه لم يكن سوى كبش محرقة لما يسمى بالثورة  ، و بعد أسوء إنهيارٍ إقتصادي شهده لبنان ، و أسوء عهد مرّ على تاريخنا ، و على بعد شهرٍ واحد من الإستحقاق الإنتخابي ، نعود و نقع في الحفرة نفسها ، نعود و نعقد صفقةً جديدةً مع الشيطان و نبيع مستقبلنا و حقنا مقابل مئة أو مئتي دولار أو حتى أكثر ، نبيع أصواتنا لنشتري أربع سنوات قادمة من البؤس و الكذب و الوعود التي نعلم جيداً أنها لن تُنَفّذ لا اليوم ولا غداً و لا بعد مئة عام …

نقبل بيع أصواتنا نتيجة الضائقة الإقتصادية الصعبة التي نمر بها ، نقبل بيع حقنا لحاجتنا الماسّة إلى هذا العرض ، بغض النظر عن تبعاته بغض النظر إن كان هذا المرشح يستحق أم لا ، فالمهم تأمين لقمة العيش ، و المهم الإستفادة منهم بأي شكلٍ كان … لأننا نعلم جيداً أنهم لن ينفذوا واجباتهم ، لأننا نعلم جيداً أننا لن نراهم إلى حين الإستحقاق الإنتخابي التالي …
متناسين أن هذه الحالة هي نتيجة أداءهم السابق المميز في المجلس النيابي ، متجاهلين أن هم من أوصلونا إلى هذه الضائقة و أن هم أكثر من إستفاد منها … 
لنعود بذلك و نحصد سوء إختيارنا من جديد ، و نتذمر بعده في السنوات القادمة ، و نفسح لهم المجال مجدداً بتدمير ما تبقى من مستقبلنا …

غادة طالب

اسرة التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى