مقالات خاصة

وليد البخاري حللت أهلك ووطأت سهلك

الافتتاحية بقلم مصطفى عبيد

منذ تأسس المملكة العربية السعودية في العام ١٩٣٢ ومع توالي الملوك فيها عرفت تطوراً لا مثال له على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والصناعية والتربوية وغيرها، كما وكانت المملكة السباقة دائماً في مد يد العون لمحيطها العربي وتبنّي قضاياهم ومساعدتهم والوقوف إلى جانبهم على المستوى الخليجي والعربي ومن أبرز هذه القضايا القضية الفلسطينية والقضية اللبنانية.

ومع تبدل الملوك وتغير الألقاب من ملك المملكة لخادم الحرمين الشريفين، كان دائماً همُّ المملكة يتخطى حدودها وبقيت تعمل جاهدة لحفظ الأمة العربية ولَمّ الشمل بينها ودعم القضية الفلسطينية والحفاظ على السلام والعيش الآمن في الدول العربية ومن أبرز هذه الخطوات معالجة الخلاف وتقريب وجهات النظر وعقد الصلح في الأزمة التي حصلت بين سوريا ومصر إلى أن عادت الأمور لمجاريها في العام ١٩٧٦.

ورغم متابعة المملكة لمشاكل الدول العربية ومساعدتهم والوقوف إلى جانبهم، ولكن كان دائماً الاهتمام الاكبر ينصب نحو لبنان، فمنذ بداية العلاقات اللبنانية السعودية في العام ١٩٥٢ بين الملك عبد العزيز آل سعود والرئيس كميل شمعون، أعطت المملكة اهتماماً خاصاً للبنان واللبنانيين فعملت على تقوية العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين واستقطبت الشخصيات المتميزة في لبنان من علماء ومهندسين ونوابغ وأشركتهم في عملية تطوير المملكة وإعمارها، وقربتهم من الديوان الملكي فكان للبنانيين دائماً المكانة الخاصة والمعاملة الخاصة في المملكة.

وخلال الحرب الأهلية اللبنانية سارعت المملكة لوقف الحرب الحاصلة وتفعيل الحوار ووضع السلاح جانباً فكان مؤتمر الرياض ومن ثم إتفاق الطائف الذين وضعا أوزار الحرب جانباً وأعادا العيش المشترك والوحدة إلى لبنان حتى بات إتفاق الطائف دستوراً للبنانيين منذ العام ١٩٩٠.

ولم تتوقف المملكة عند هذا الحد بل ساعدت لبنان إقتصادياً بشكل كبير من خلال الاستثمارات والمساعدات، كما واستقبلت اللبنانيين على أراضيها وسهلت لهم إقامتهم واستثمارهم حتى بات اللبنانيون أكبر جالية عربية في المملكة، كما واستثمرت المملكة العربية السعودية في لبنان بمشاريع وأموال طائلة حتى بلغ حجم الاستثمار في العام ٢٠١٠ ١٦ مليار ريال.

المملكة لم تتخلى أبداً عن لبنان فمنذ اتفاق الطائف وعلى امتداد الرؤساء من الرئيس الشهيد رفيق الحريري وحتى يومنا هذا كانت المملكة دائماً السباقة في احتضان لبنان ومساعدته والوقوف إلى جانبه.

ورغم كل هذا إلا أن بعض القوى السياسية ذات المشاريع الميليشياوية والأفكار السوداء والعقليات المريضة عملت دائماً على تدمير هذه العلاقة لخدمة مصالح فارسية بحتة أو لتغطية فسادها والسماح بالامتداد الايراني من أجل مصالح شخصية، والتي كان آخرها تصريح وزير الاعلام اللبناني الايراني السابق الذي نال من المملكة وجحد بخيرها وتناسى فضلها عليه بشكل خاص وعلى لبنان واللبنانيين بشكل عام.

إلا أن كل هذا التطاول من البؤرة الفاسدة والتابعة لأجندات معادية للوطن العربي والمملكة لم ينجح في انتزاع لبنان من حضنه العربي، ولم ينجح في دفع المملكة للتخلي عن لبنان.

وها هو الوليد يعود اليوم ليؤكد أن المملكة لن تتخلى عن لبنان الوطن والشعب، رغم كل الأخطاء التي قامت بها الدولة اللبنانية من تطاول وأذية وصل بها إلى حد مباركة تدخل ميليشيا السلاح بالمشاركة مع الحوثيين في تعديهم على المملكة وعدم قدرتها على منع هذا التعدي السافر.

ها هو السفير السعودي وليد البخاري يعود اليوم ليجدد الاصرار على أن المملكة لن تترك لبنان لمواجهة مصيره وحيداً في وجه عملاء إيران ومساعديهم، ولتؤكد وبكل إصرار أن لبنان وطن شقيق هويته عربية وقبلته معروفة ولن يستطيع أحد محو هذه الحقيقة.

فيا أيها الوليد حللت أهلاً وسهلاً يا سفير مملكة الخير، يا بارقة الأمل للبنانيين كادوا أن ييأسوا من جور الحكام وتطاول العملاء.

مصطفى عبيد

اسرة التحرير ، ناشط سياسي وإجتماعي، كاتب في عدة مواقع الكترونية، مهتم بالصحافة الإستقصائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى