مقالات خاصة

الخليج يعود لإحتضان لبنان من جديد


الإفتتاحية بقلم ج.م

خمسة أشهرٍ مضت على “شبه” إنقطاع في العلاقات الدبلوماسية بين لبنان ودول الخليج، وبعد حوالي شهرين على المبادرة الكويتية التي رسمت طريق حلٍّ لمعالجة الأزمة اللبنانية الخليجية، واستجابة لإعلان الحكومة اللبنانية التزامها الكامل بوقف جميع الأنشطة والممارسات والتدخلات المسيئة للدول العربية، وتماشياً مع الجهود المبذولة لعودة لبنان لعمقه العربي، بدأت المياه تعود لمجاريها بعد عودة السفيرين السعودي والكويتي ومن تبعهما في مؤشرٍ يدلّ الى بدء استعادة الثقة العربية بلبنان…

وعادت الأجواء الإيجابية لتُخيّم في لبنان، حيث لاقى قرار دول الخليج ترحيباً واسعاً في لبنان، أُطلقت من خلاله العديد من المواقف والببانات المرحبة والمشددة على أهمية فتح صفحة جديدة في العلاقات اللبنانية الخليجية، وخاصةً في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان…

الضربة الأقوى جاءت على رأس دويلة “حزب الله”، الذي كان يسعى للتحكّم بلبنان وقطع علاقاته العربية الشقيقة التي طالما إمتاز بها، وقد كاد ينجح في تغيير طبيعة لبنان العربية، لكن المبادرات الفرنسية والكويتية من جهة، وإصرار الحكومة اللبنانية على إستعادة العلاقات الخليجية الصديقة والتأكيد على عمقها وتاريخها حال دون تمّكنه من نزع لبنان من محيطه العربي الشقيق …

ويعتبر البعض بأن عودة الخليج وخاصةً السعودية ماهي الاّ للتأكيد على عدم ترك الساحة اللبنانية خلال الانتخابات النيابة المقبلة، وعدم التخلّي عن الطائفة السنية والعمل على إعادة لم الشمل، خاصة بعد إعلان رغبة “حزب الله” بتشكيل كتلة سنّيّة من عشرة نواب تؤيده في المجلس، في حين أكدت مصادر دار الفتوى أن “البخاري أكد أمامهم عدم تدخل المملكة السعودية في الانتخابات النيابية لا من قريب ولا من بعيد انطلاقاً من مبدأ عدم تدخلها في الشؤون الداخلية لأي دولة”.

ختاماً، من المؤكد أن عودة سفراء الخليج لا تعني العودة الى عصر لبنان الذهبي في علاقاته الخليجية ، وإنّما عودة العلاقات وعلى الأقل الى ما كانت عليه قبل قرار سحب السفراء، فيما تستمر الحكومات الخليجية في تقييم التزامات الحكومة اللبنانية بتعهداتها، وبهذا تكون دول الخليج قد قدمت بمبادرتها هذه هدية قيمة الى لبنان، نأمل ان تُحسن حكومة الرئيس ميقاتي إستغلالها، فنحن اليوم بأمسّ الحاجة الى جرعة أملٍ لإعادة لبنان على السكة الصحيحة، ريثما تنفرج عنه أزماته التي باتت لا تُعد ولا تُحصى …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى