مقالات خاصة

إعادة تدوير السلطة

الإفتتاحية بقلم إيناس بيروتي

في بلدٍ صغير ٍ يطل على البحر المتوسط ، مساحته  km² 10,452 ، متنوع اللغات ، متميزٌ بمناخ البحر الأبيض المتوسط حيث يمرّ بأربعة فصول ، فيه ثلاث ديانات و18 طائفة ، بلد الأبجدية وسويسرا الشرق .. نجد ٣ رؤوس كبيرة يتذيّلها متعطّشو السلطة والحكم :

١ – رئاسة الجمهورية تعود للموارنة
٢ – رئاسة الوزراء تعود للسنة
٣ – رئاسة مجلس النواب فهي لنبيه بري .. عفواً للشيعة !

يُنتخب رئيس الجمهورية بالإقتراع السري بغالبية الثلثين من مجلس النواب في الدورة الأولى ، تدوم رئاسته ست سنوات ولا تجوز إعادة انتخابه إلا بعد ست سنوات لإنتهاء ولايته .. على رئيس الجمهورية أن يسهر على إحترام  الدستور والمحافظة على إستقلال لبنان ، هذا من المفترض ، أما فخامة رئيسنا فتراه يغط في نوم عميق في المؤتمرات التي تتعدى ال ١٠ دقائق ، يُطل علينا في المناسبات من وراء الشاشة من خلال مقطعٍ مصوّر ، أمامه شاشة كُتب عليها ما سيدلي به بخطٍّ كبير .

أما المجلس النيابي فيبلغ عدد أعضائه 128 عضواً ، تتم إعادة إنتخابهم كل أربعة سنوات من قِبل الشعب .

في 2017 صدر قانون جديد للإنتخابات النيابية اللبنانية يستبدل النظام الإنتخابي السابق ، حيث ينص على تقسيم لبنان إلى 15 دائرة إنتخابية ، يقوم فيها الناخبون بإختيار نوابهم بنظام التمثيل النسبي ، إذ توزع المقاعد المخصصة لكل دائرة إنتخابية على القوائم المرشحة حسب نسبة الأصوات لكل قائمة في الإنتخابات .

في ظل الأزمة الإقتصادية التي يمر بها لبنان ، مع إنهيار قياسيّ لليرة اللبنانية ، وفقدان الأدوية ، وذل المواطنين على أبواب المستشفيات و في محطات البنزين ، ومع الإرتفاع المريب للأسعار ، والإنقطاع الدائم للكهرباء ، من المقرر أن تُجرى الإنتخابات النيابية منتصف أيار المقبل .

أُغلق باب الترشيح بعد أن بلغ إجمالي عدد المرشحين 1043 في جميع الدوائر الإنتخابية بينهم 155 امرأة ، ولكن ما فائدة الترشيح إن كانت النتيجة ذاتها ؟؟
فجميعنا يعلم أن الفاسدون سيبقون و أن الإنتخابات ما هي إلا شكليات لمسايرة القانون الذي لطالما تخطوه بفسادهم وسرقتهم وتسليمهم البلد إلى الميليشيات التي دمرته .. سيبقون بمساعدة المواطن الذي يُشترى بكرتونة إعاشة و بمبلغ مالي مقابل صوته ، فتراه يقول : صوت مني مش ح يأثر عالنتيجة .

لكل فردٍ منا تأثير ، لا تُسلّموا البلد بأيديكم من جديد إلى كلاب السلطة ولا ترضخوا للأمر الواقع ، فإن لم يكن لمستقبلكم أهمية فكّروا بمستقبل أبنائكم ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى