كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
تتسم الأجواء الإنتخابية في عاصمة الشمال طرابلس بالبرودة الشديدة، وهي سمة لم تتعوّد عليها المدينة في أي استحقاق انتخابي سابق، حيث كانت تغلي قبل أسابيع قليلة من الإنتخابات، بالحراك الإنتخابي وما يرافقه من ضجيج شعبي.
لا صور، لا لافتات ولا شعارات إنتخابية، وتكاد تجول كل طرابلس لكي تعثر على بضعة صور لمرشحين، في مشهد غير مألوف في زمن الإنتخابات. 11 لائحة في طرابلس ودائرة الشمال الثانية لم تتمكن جميعها من رفع منسوب الفتور الشعبي والبرودة الحاصلة تجاه الإنتخابات النيابية. ويبدو أن العدد الكبير للوائح والمرشحين ليس بالضرورة رغبة بالتغيير بقدر ما هو شبق إلى السلطة. وبالتالي فإن كل ما يحصل في طرابلس إنتخابياً لا يعدو كونه حراكاً على مستوى المرشحين واللوائح وماكيناتهم.
وقبل شهر من الإنتخابات، تعاني الماكينات الإنتخابية الطرابلسية من عدم قدرة على تجييش الناس وسط حالة تخوف من تدني نسبة المشاركة في الإنتخابات، الأمر الذي يجعل التكهن بهوية الفائز من الآن أمراً صعباً.
لائحة «التغيير الحقيقي»وبالعودة الى موضوع اللوائح وتشكيلاتها، وبعد انتهاء مهلة تسجيلها رسمياً لدى وزارة الداخلية والبلديات، انطلقت مرحلة إعلان اللوائح شعبياً في المدينة، وأُعلن أمس عن لائحة «التغيير الحقيقي»، وقد جمعت الدكتور إيهاب مطر و️فرح حداد، عزام الأيوبي، ️أحمد المرج، ️زين مصطفى، المرشح عن مقعد الروم الارثوذكس مطانيوس محفوض، المرشح عن المقعد الماروني بول حامض، المرشح عن المقعد العلوي ️فراس سلوم.
عن دائرة الضنية: المرشحين عن المقعدين السني ️محمود السيد و️سمير طالب، وعن دائرة المنية: المرشح عن المقعد السني ️محمد سيف الدين الدهبي.
ويبدو أن الصوت السني سيتشتت في المدينة بعدما تم تشتيت المرشحين على أكثر من لائحة. إلى ذلك تنتاب المجموعات المستقبلية أو ما تبقّى من تيار «المستقبل» في طرابلس، حالة من الهرج والمرج، وتبادل اتهامات بين المناصرين والقيادات، واتهامات بالتعامل مع الماكينات الإنتخابية للمرشحين رغم عزوف رئيس «التيار» سعد الحريري عن المشاركة.
فقد توزَّع عدد من مسؤولي الدوائر في تيار «المستقبل» في طرابلس، والقطاعات على عدد من الماكينات الإنتخابية للمرشحين على اللوائح، الأمر الذي أثار موجة من البلبلة لدى المناصرين، الذين وجدوا في الأمر خروجاً على قرار رئيس التيار سعد الحريري وعدم الإمتثال لقرار الأخير بالعزوف. في السياق تؤكد مصادر طرابلسية أن قيادي في تيار «المستقبل» في طرابلس قد انضم أخيراً إلى ماكينة إحدى اللوائح الأساسية في طرابلس وكان هذا الأمر مثار جدل طوال يوم أمس.
