مقالات خاصة

حياتنا رهينة السلاح المتفلت …و لا سلام في مدينة السلام

الإفتتاحية بقلم غادة طالب

في مدينة كطرابلس شهدت العديد من جولات الإقتتلال لسنوات عدة ، إعتدنا على أصوات القذائف و الرصاص حتى أننا أصبحنا نمييز أنواعها لمجرّد سماع صوتها .
لسنوات كانت طرابلس مسرحاً لعديد من الرسائل ، لسنوات لم تشهد مدينة السلام أي السلام ، وكانت و لازالت رهينة سلاحٍ متفلت يملأ شوارعها ولا تمر ليلة من لياليها دون سماع رشقاته .
حياتنا قيمتها رصاصة طائشة بيد جاهل !
هي إختصار فعلي للواقع الذي نعيشه ، هي وصفٌ دقيق لحالة الرهاب والخوف التي تشهدها شوارع طرابلس وخاصة أحيائها الشعبية، ففي أي إشكال جماعي كان أو فردي ، في ثورة غضب أو حتى ” بلطجة ” في فرح وحزن ، يظهر السلاح وتطلق الرشقات وتحصد معها حياة الأبرياء ، صغيرٌ أو كبير لا فرق في ذلك فالضحية واحدة لا ذنب لها .
رصاصة طائشة بيد جاهل يزعم نفسه يملك القوة والقدرة على الهروب من العقاب في حال ألحق الضرر بأي أحد أو حتى تسبب بمقتله ، فحلُّ الأمر بالنسبه له بسيط جداً إما الحديث مع هذا النائب لإخراجه و التستر عنه أو كونه حتى من جماعة أحد الوزراء ، فهو  بالتالي بنظره “مدعوم” و”محصّن” ويحق له القيام بأي شيء حتى ولو كان مخالفاً للقانون.
ظاهرة تفلت السلاح ليست بغريبة وهي منتشرة في جميع الأراضي اللبنانية و بدون أي حسيب أو رقيب ، لكن المستغرب فيها أنه في بلد كلبنان و في مدينة كطرابلس بالتحديد شهدت العديد من الخضات الأمنية لازال تفلت السلاح فيها أمرٌ عادي ،و لا زالت ضحاياها تحصد بشكل يوميّ .
فإلى متى سنبقى رهينة السلاح المتفلت ؟ و إلى متى ستبقى حياتنا و حياة أبنائنا رخيصة إلى هذه الدرجة ؟

غادة طالب

اسرة التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى