مقالات خاصة

دولة مفلسة ومصارف وقحة والإنتخابات حاصلة… ومنصة سعر الصوت الإنتخابي قريباً في بلد العجائب

الافتتاحية بقلم مصطفى عبيد

انتهت البارحة المرحلة الثالثة من مراحل ماراتون الانتخابات النيابية، بعدما أقفل أمس باب تسجيل اللوائح التي ستخوض حرب طواحين الهواء لاسترداد لبنان المفقود والمخطوف، وقد بلغ عدد اللوائح التي سجلت ١٠٣ بينما بلغ عدد النساء المنضوين في هذه اللوائح نحو ١١٨ سيدة.

وقبيل اقفال باب تسجيل اللوائح انتشرت شائعة هي أقرب للحقيقة مفادها أن لبنان الدولة ومصرفه المركزي مفلسان ولا ينقص سوى الإعلان الرسمي عن ذلك، وقد اعتبر البعض هذه الخطوة بأنها مسلسل رمضاني قصير هدفه تطيير الانتخابات باستعمال آخر الطلقات التي بحوزة الحزب الحاكم وحلفائه خوفاً من نتائج الانتخابات.

والمضحك المبكي هنا أن الدولة والمصرف قد سارعا لنفي هذه “الشائعة المغرضة” وقد طمأن حاكم المصرف أن الوضع جيد وأن المركزي ما زال يقوم بواجبه، فيما نفت الدولة إفلاسها فهي كمصاص دماء يقتات من المصرف المركزي حتى آخر رمق.

المبكي المضحك أن الدولة والمركزي لا يعتبران نفسهما مفلسين، بل وتعتبر الدولة نفسها بأنها على طريق التعافي والمصرف صامد، وهنا المصيبة الكبرى المتمثلة بأن مصادرة أموال المودعين وجنى عمر الموظفين والمغتربين لضخ بعض من الروح في شرايين دولة مهترئة غزاها سرطان الفساد والسرقة ليس بإفلاس، المشكلة أن الدولة تعتبر هي وهامانها أن من حقها القيام بهذه السرقة الموصوفة ليس لأنها مفلسة بل لأن من حقها القيام بذلك بكل وقاحة.

وفي المقلب الآخر نرى الجميع ينهمك بالانتخابات القادمة وقد بدأت بشائر حدوثها بالظهور تباعاً وصولاً لكراتين الاعاشات والمال الانتخابي فيما يتم العمل على تحديد تسعيرة للصوت الانتخابي في ظل تدهور قيمة العملة الوطنية.

هذا العدد الهائل من المرشحين ومن اللوائح يثبت أننا لم ندرك بعد حق الادراك وضع الدولة المهترئ المنهار، فالسباق على الكرسي ما زال يحافظ على فولكلوره اللبناني من رشاوى ومساعدات وتجييش شوارع وإشعال فتيل التهديد الطائفي والحرب المصيرية.

البعض يراها انتخابات صورية لن تحمل تغيير والبعض الآخر يروج لكذبة النهوض بلبنان الفنيق ودحر كل من ساهم بانهيار الدولة وفسادها، بينما هي في الحقيقة قمة الوقاحة والاستفزاز والعهر السياسي بأن تجري الانتخابات لملأ مجلس لم نرى من انجازاته سوى مناظرات الاعلامية حول مشاريع اقتراح قوانين “ما خلوها” تبصر النور.

وختاماً في بلد العجائب ربما قد يتفاجأ اللبناني قريباً بمنصة جديدة تبين تقلب سعر الصوت الانتخابي في السوق السوداء في بلد المنصات والمسيرات.

مصطفى عبيد

اسرة التحرير ، ناشط سياسي وإجتماعي، كاتب في عدة مواقع الكترونية، مهتم بالصحافة الإستقصائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى