سياسة

إنسحابٌ جديد من السباق الإنتخابي

صدر عن المرشح عن المقعد الكاثوليكي في المتن جورج نزيه موسى البيان الاتي:

“في ادق المراحل المصيرية التي يمر بها لبنان، كان قرار ترشحي عن المقعد الكاثوليكي في المتن، صرخة رفض لموجة الاستسلام الى قدر مدمر محتوم ورغبة صادقة لخلق أرضية للعمل المشترك بين جماعات المؤمنين بقضية بناء الدولة انطلاقاً من جبل لبنان ومتنه خصوصا.

ولاننا نعيش معاناة غير مسبوقة يحاول الذين اوصلونا اليها دفعنا الى اليأس والهجرة، وجدت نفسي مدفوعاً الى المساهمة في العمل العام من باب الرغبة الصادقة في ترك بصمة لا تشبه السائد من فساد وتحاصص وتبادل للمصالح الضيقة، وعلى قاعدة إيجاد حلول مستدامة ومبتكرة تسهم في تغيير الواقع الاقتصادي المزري.

بعد سلسلة مشاورات ولقاءات مع المعنيين من مختلف الاطياف السيادية من قوى التغيير واحزاب المعارضة، التي تنشد ازاحة المتربعين على صدور اللبنانيين منذ ثلاثة عقود، وتسعى الى قلب الصورة السوداوية الراهنة، تولدت لدي قناعة راسخة بأن الطائفة الكاثوليكية التي عانت وتعاني من محاولات اضعاف الدور وتجاهل رموزها خصوصا في المراكز الأساسية في الدولة، وغياب العمل الصادق لدعم طاقاتها الكثيرة والواعدة، تحتاج الى تفعيل تمثيلها الوازن لرفع الغبن عنها، وعهدنا ان نكون صوتها الصارخ في كل المحافل والمراحل.

ولكن للأسف ونظراً الى طبيعة التحالفات والى غياب الرؤية الموحدة بين كل اطياف المعارضة للخروج من نفق الازمة ولارساء خطط فعالة بعيداً عن الشعارات الرنانة، ومع استشراء النزعة الفردية في مقاربة الاستحقاق الانتخابي، وفي ظل هذا القانون الانتخابي المفصل على قياس حيتان الأحزاب وجماعاتها والتي نجحت في تذويب أدوار المستقلين وتشتيتهم وتيئيسهم، اجد نفسي امام مفترق تكثر فيه الدهاليز التي تهدف الى تضييع البوصلة، لذلك اعلن عزوفي عن الاستمرار في خوض السباق الانتخابي المقبل، واؤكد في الوقت عينه انني سأواصل عملي في الشأن العام بهمة لا تلين ولا تستسلم، ولا تراجع عن المواجهة، وكلي امل ان تحمل الايام المقبلة دروسا جديدة وفرصا نادرة لا تضيع كما ضاع كثير من الفرص في السنوات الثلاث الماضية في مزيد من التشرذم جريًا وراء منافع ومراكز آنية خلفت مزيدا من اليأس والبؤس في اوساط شعبنا.

ستكون لنا ساحات أخرى مع كل الراغبين والساعين الى الوحدة بين الجماعات السيادية بعيداً عن تسعير نار الأحقاد القديمة التي تسعى من خلالها الأحزاب الى استجلاب العطف وتجييش الناخبين.

سيكون لنا المستقبل الذي نستحق لننهض بلبنان من ركام الانهيار الذي فرضه الفاسدون والمتاجرون باحلامنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى