مقالات خاصة

لو عم تبيعونا من ثمار الجنة مش هالقد !!!

الإفتتاحية بقلم ج.م

تزامنت بداية شهر رمضان هذا العام مع موجة ارتفاع جنونية للأسعار شملت أغلب السلع في الأسواق اللبنانية، توازياً مع الأزمة الاقتصادية العالمية  والمحلية التي تشهدها البلاد منذ مدة، ما أثار تذمر العديد من المواطنين الذين اعتادوا مع قدوم شهر رمضان المبارك على شراء العديد من المواد الأساسية المقترنة بالشهر الفضيل…

ففي الأيام الأولى من رمضان، تفاجأ اللبنانيون بارتفاع حاد للأسعار رغم توفر أبرز السلع، وفي جولةٍ على الأسواق في مدينة طرابلس “ام الفقير“،  تجاوز سعر الكيلوغرام الواحد من الطماطم ٢٠ الف ليرة فيما تخطى الخيار عتبة ٢٥،  ليصل ثمن شبه باقة البقدونس الى ١٢ آلاف ليرة والخسة الواحدة ٣٠ الف، وباقة الفجل ٢٠، والكوسا ٢٥ الف ليرة، واللوبياء من ١٢٠ حتى ١٥٠ الف ليرة، فيما يتراوح ثمن الكيلوغرام الواحد من لحم العجل بين ٢٠٠ و ٢٥٠ الفاً في بعض المحال، وتختلف أسعار الدجاج والبيض واللبن ومشتقات الحليب بين محلٍّ وآخر، متخطية جميع الأرقام المعقولة،دون أن نغفل عن إرتفاع اسعار الحلويات والعصائر والعديد من المأكلوات والمشروبات الرمضانية التي باتت كفريضة الحج “لمن إستطاع إليه سبيلااااا”.

ولدى سؤالي عن سبب الارتفاع الجنوني، يبرر بعض التجار بأن هناك دورة تجارية كاملة تتحكم في الأسعار، موضحاً بأن توصيل السلع مثلاً أصبح باهظاً بسبب ارتفاع أسعار الوقود، إضافةً إلى أسعار السماد والبذور وغيرها من مستلزمات الزراعة، فضلاً عن نقص بعض المواد الأساسية بسبب تداعيات الحرب الروسية – الأوكرانية، الذي تقابله زيادة الطلب بمناسبة شهر رمضان”.

لكن الواضح ان الشهر الفضيل فتح شهيّة تجار لبنان الفجار للتلاعب بالأسعار، فهؤلاء بات لا حدود لجشعهم، يعملون على استغلال الأزمات والمناسبات لزيادة أرباحهم على حساب المواطنين الفقراء بلا رحمة وبلا شفقة، ضاربين عرض الحائط انخفاض سعر صرف الدولار او ارتفاعه، فيما تكتفي جمعية حماية المستهلك ووزارة الاقتصاد ببعض الإستعراضات والمداهمات، مسطرين بعض المحاضر دون أي قدرةٍ للسيطرة على هؤلاء التجار والواقفين خلفهم.

وبالرغم من الإرتفاع الجنوني لجميع الأسعار، تجد بعض المحال ممتلئةً بالزبائن كما كان الحال قبل إنطلاقة ثورة ١٧ تشرين، حيث لا زال بعض اللبنانيين صامدين بوجه الأزمة، ومصرين على متابعة حياتهم على نفس المنوال السابق دون أيّ تفكيرٍ بالغد، وحالهم يقول ” اصرف مافي الجيب يأتيك مافي الغيب“، فهكذا هو اللبناني، وهكذا إعتاد ان يكون مقاوماً ورافضاً لواقعه المرير، رافضاً الإعتراف بأن السكين تكاد تصل الى حلقه، وباتت تهدد حتى لقمة عيشه…

ختاماً إلى تجار لبنان الفجار وباللغة العامية ” لو عم تبيعونا من ثمار الجنة مش هالقد …” فأين ستهربون من دعاء الصائمين وعدالة الله … لا سامحكم الله ولا بارك في جشعكم واحتكاركم وأرباحكم التي فاقت الخيال…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى