مقالات خاصة

ما بين مرارة الغربة وحلاوتها  ..

كتبت إيناس بيروتي لموقع “قلم سياسي”

الغربة هي من أقسى المراحل التي يمكن أن يمر بها الإنسان خارج وطنه الذي تربى فيه واعتاد عليه ، هي من أحد الأمور التي تُفرض على الإنسان في معظم الأحيان لأجل إتمام دراسته ، أو البحث عن عمل خارج وطنٍ احتواه لسنين كثيرة ولكنه أصبح يشكل عبئاً عليه ..
أن تكون غريباً في بلد آخر بسبب عملك أو دراستك ، بعيداً عن حضن الأم وخوف الأب ، حنان الأخت و عطف الأخ ،  ترغب فقط برؤيتهم أمامك يتبادلون الأحاديث تارة ، ويتناقشون بعصبية تارة أخرى ، لتعبر عن ما تشعر به أو فقط لتشعر بالسعادة لمجرد أنهم بجانبك ، ولكن في النهاية لا تجد نفسك إلا وحيداً تنظر إلى شاشة الهاتف تسترجع الذكريات من خلال الصور ، أو من بضع لقطات مصورة كانت تجمعكم في أعياد للميلاد أو في المناسبات ..
تترك وطنك فقط حين لا يترك لك الوطن مجالاً للبقاء ، ولّى الزمن الذي يخاف فيه أهلنا عليه من الغربة ، وجاء زمنٌ نحن في غربتنا نخاف عليهم من الوطن .
الوطن الذي لم يترك لنا مجالاً للبقاء فيه ، تخلى عنا فإحتضننا بلدٌ آخر ، فيه السكينة والأمان ، يضج بأصوات الفرح بدل السلاح والثورات ، وطنٌ لا تفكر فيه بأزمة الكهرباء و المياه والبنزين ، يحملك على أكف الراحة ، تتعرف فيه على مختلف الجنسيات التي لا تحمل الحقد والكراهية بعكس أبناء بلدك الذين يتقاتلون على أتفه الأمور ، يصارعون بعضهم على حب الزعيم الذي لا يلقي لهم بالاً ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى