مقالات خاصة

كرتونة المقعد النيابي … التراث الإنتخابي المعتاد

الإفتتاحية بقلم غادة طالب

الأمر ليس بجديد أبداً و لا حتى بالمستغرب … عادةٌ إنتخابية بالأحرى تراثٌ إنتخابي يظهر كل أربعة سنوات ، فيرفع المرشحون عن سواعدهم و يدُبّ في داخلهم الدافع العميق لفعل الخير و الإحساس الرهيف بالفقراء و المحتاجين ، و يبدأون بإخراج الكراتين الشهيرة التي تحمل إما شعاراتهم التي تدمع لها الأعين من قوة تأثيرها،و إما صورهم البهية التي نسينا شكلها لكثرة إنشغالهم بأعمالهم النيابية المثمرة جداً في السنوات الأربع الماضية …
يظهر هذا الوحي بشكلٍ فجائي لدي المرشحين للإنتخابات النيابية ،  لدرجة يفاجئنا بوجوهٍ لم ندرِ بوجودها حتى في المجلس ، وجوهٌ إختفت منذ الإستحقاق النيابي الأخير ، و لم تستفق سوى الآن ، و لم تستيقظ من سباتها العميق سوى لمصالحها الإنتخابية المعتادة ، و لم تنفض الغبار عن ” مؤسساتها الخيرية ” سوى قبل الإنتخابات بشهر واحد و تأكدها من حصولها فعلاً .
فتحرك نفسها و تقوم بمساعداتها العظيمة المتمثلة بكرتونة تموين ، و التي تعتبرها إنجازا عن أربع سنوات قادمة … لأن هذه الكرتونة بكل بساطة لن تظهر مجدداً إلا في الإنتخابات التالية ، فدورها إنتخابي بحت ولكن لكي تجمل صفتها ولا تدخل ضمن الرشاوى الإنتخابية لا سمح الله تسمى بالمساعدات الخيرية …
مساعدات يعتقد فاعلها أنه قام بواجبه التام تجاه مقترعيه حتى أنه أغرقهم بالنعم …
نِعَم سنتحسر بسببها السنوات القادمة ، نِعَم جربناها لسنواتٍ كثيرة لدرجة أغرقتنا و أغرفت البلد …
المؤسف أن ما لا يفهمه المرشحون إن كانو من نواب المجلس السابقين أم كانو جدد على الساحة الإنتخابية أن المواطن ليس بحاجة ” لمساعداتهم  الخيرية المؤقتة ” ولا ” لخدماتهم الإنتخابية المؤقتة أيضاً ” بل هو بحاجة لقيامهم بدورهم الفعلي في المجلس و تنفيذهم وعودهم التي أطربوا أذننا بها . عندها فقط يكونوا قد قاموا بأفضل عمل خيري و عندها ففط يكونوا قد قاموا بواجبهم التام تجاه مقترعيهم أولاً و تجاه باقي الشعب ثانياً … و بكونوا قد فهموا جيداً أن المقعد النيابي لا يشترى لا بكرتونة تموين ولا ببطاقة تشريج و لا بأي وسيلة إستغلالية فاشلة يتم إعتمادها … 

غادة طالب

اسرة التحرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى