مقالات خاصة

لائحة الإشتراكي والقوات في الشوف وعاليه أبصرت النور!…

كتب صلاح تقي الدين

لعل التحالف الانتخابي الأول الذي أعلن عنه في المراحل الأولى من التحضير للانتخابات النيابية المقررة في 15 أيار المقبل كان بين الحزب التقدمي الاشتراكي وحزب القوات اللبنانية اللذين خاضا مشاورات مكثفة بغية الوصول إلى الصيغة النهائية لهذا التحالف وخصوصا في دائرة جبل لبنان الرابعة(الشوف وعاليه).

غير أن هذه المشاورات عانت إذا صح التعبير من بعض التأخير نتيجة الحسابات المتعلقة بالحواصل وعدد المقاعد التي يمكن ضمان الفوز بها وبسبب عدم حسم القوات اللبنانية “الهوية المذهبية” لمرشحيه في هذه الدائرة.

لكن بعد البيان العالي اللهجة الذي أصدره الحزب الاشتراكي منذ يومين وقال فيه: “المعركة باتت أكثر وضوحا وهي معركة وطنية شاملة بامتياز، وهي معركة الدفاع عن الوجود وعن لبنان المتنوع، لبنان الميزة، بوجه كل مشاريع الارتهان والافلاس والالغاء والاغتيال، وهي معركة سيخوضها الحزب التقدمي الاشتراكي مهما كانت الصعوبات”، يبدو أن المشاورات تكثفت مع القوات اللبنانية وتم حل جميع العقد التي كانت تحول دون التوصل إلى الصيغة النهائية للائحة المشتركة في دائرة الشوف وعاليه.

في النهاية حسمت أسماء المرشحين على الشكل التالي في دائرة الشوف: تيمور جنبلاط ومروان حمادة عن المقعدين الدرزيين، جورج عدوان وحبوبة عون وإيلي قرداحي عن المقاعد المارونية الثلاثة، بلال عبدالله وسعد الدين الخطيب عن المقعدي السنيين، وفادي المعلوف عن المقعد الكاثوليكي.

وعن دائرة عاليه: أكرم شهيب عن أحد المقعدين الدرزيين، راجي السعد وجويل فضول عن المقعدي المارونيين، ونزيه متى عن المقعد الارثوذكسي.

وفي القراءة الأولية للائحة، يمكن القول إن رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط حافظ على التقليد الذي درج عليه بإبقاء مقعد درزي شاغر في دائرة عاليه لصالح النائب طلال أرسلان، في حين أن رئيس حزب القوات سمير جعجع عاد واقتنع بترشيح ارثوذكسي خلفا للنائب أنيس نصار بعدما كان مصرا على ترشيح ماروني وهو ما عاد وقبل به بترشيح جويل فضول، علما انه في انتخابات العام 2018 لم ترشح للقوات اللبنانية سوى أنيس نصار في حين أن الاشتراكي سمى المرشحين المارونيين وهما السعد والنائب المستقيل هنري حلو.

أما في دائرة الشوف، فقد كانت العقدة تدور حول المقعد الكاثوليكي الذي بعد أن أبدى النائب نعمة طعمة عدم رغبته في الترشح فإن الخيار الاشتراكي وقع على رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي شارل عربيد غير أن القوات اللبنانية كانت قد وعدت رئيس حزب الوطنيين الأحرار كميل شمعون بترشيح شخصية محسوبة عليه لملء هذا المقعد دون التشاور المسبق مع الاشتراكي. لكن بعد أن ترشح شمعون على لائحة القوات – الاشتراكي في دائرة جبل لبنان الثالثة (بعبدا) تم التوافق على انضمام حزب الأحرار إلى التحالف الثنائي في الشوف فسحب عربيد ترشيحه لصالح مرشح الأحرار فادي المعلوف. كما رشحت القوات مسؤولها السابق في الدامور إيلي قرداحي عن المقعد الماروني الثالث، علما انه لم يكن لديها في انتخابات العام 2018 مرشحا سوى النائب جورج عدوان.

في الخلاصة فإن المواجهة حتمت على القوى السيادية التعالي عن كل الحساسيات وتجميع قواها لخوض الانتخابات المقبلة والرهان يبقى على استجابة المواطنين والاقتراع لصالح مشروع الحرية والسيادة والاستقلال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى