الإفتتاحية بقلم إيناس بيروتي
ها هي الانتخابات النيابية تطرق أبواب اللبنانيين من جديد، لكن هذه المرّة تطرقها بخجل لا يعرفه معظم المرشحين الذين بلغ عددهم ١٠٤٣ مرشحاً عدد كبير منهم ينتمي للأحزاب السياسية اللبنانية المعتادة.
في الشارع اللبناني ليس هناك وهجٌ معتاد لهذه الإنتخابات، فترى نسبة لا بأس بها تعتمد المقاطعة لأسباب كثيرة، فعدا عن جمهور تيار المستقبل الذي يقاطع غالبيته وفاء لرئيس تيارهم، كفر البعض بأيّ تغيير يمكن أن يحصل جرّاء هذه الانتخابات.
اليوم أنا وغيري لا نتطلع لهذه الانتخابات لأننا لا نعتبر أن أي تغيير سيحصل، فلو كان لصوتنا تأثير انتخابي لنجحت انتفاضة ٢٠١٩ وحصلت انتخابات مبكرة، ولو كان لصوتنا تأثير انتخابي لاستقال كل من في السلطة من رؤساء ونواب ومدراء بعد انفجار مرفأ بيروت، لو كان لصوتنا تأثير انتخابي لكنّا رأينا التغيير في الوجوه النيابية ولرأينا من يرضينا ويرضي بلادنا، لو كان لصوتنا تأثير لما رأينا نتاج من هم في المجلس اليوم ومن سيكونوا غدا، لو كان لصوتنا تأثير انتخابي لجعلنا من بيروتنا عظيمة وانتشلناها من جروحها، لأوصلنا للمجلس من يعشق بيروت ويعمل لأجلها،من يعيد لجبالنا خضارها بعد أن أكلتها كسارّات اهل السلطة واتباعهم، ولشواطئنا رمالها بعد أن سيطرت عليها بنايات الاسمنت، لأوصلنا من يُخلع أطفالنا وجوههم الحزينة وشبابنا وجوهم البائسة وأمهاتنا وشاح الحزن والحداد.
لو كان لصوتنا تأثير لفعلنا الأنسب للبناننا، لكنّنا قلّة قليلة أمام أشباح الأحزاب التي سيطرت على عقول شعب بأكمله تارة بالسلاح وتارة أخرى باتّباع أسلوب التجويع، لكن التغيير سيأتي حتما حين يستفيق الشعب من كابوس أحزابهم لكن متى ؟؟ الله وحده يعلم ..
