محلي

ميقاتي: يمكننا أن ننطلق نحو مرحلة الإكتفاء الذاتي

أوضح رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، أنه “عندما دعاني وزير الصحة فراس أبيض، ووزير الصناعة جورج بوشكيان، لأكون معكم اليوم، لم اتردد لحظة. صحيح أننا نمر في سلسلة من الأزمات ولكننا في المقابل نرى أوجهاً عديدة من الأبداع اللبناني ، واللبناني غير عاجز بل هو قادر على صناعة ما يجب صنعه. ربما الرفاهية التي مررنا بها في الماضي، أبعدتنا قليلاً عن الاهتمام بما يمكن أن تصنعه أيدينا. واذا لم نصنع بأنفسنا ما يجب فعله ، فلا ننتظر من الغير أن يساعدنا وينتج معنا.

وأضاف ميقاتي، خلال إطلاقه المرحلة الثانية من ترشيد الدعم والتي ستتركز على الإبقاء على الدعم الكامل للصناعة الدوائية المحلية في مقابل عدم دعم الدواء المستورد المنافس له في السوق اللبناني، اليوم الأربعاء، أنه “قبل عدة أيام عقدنا اجتماع مع بوشكيان، ومنظمة الفاو، وأظهرت مناقشاته أن لبنان ، يمكنه في خلال سنة، ان يحقق اكتفاء ذاتياً من القمح بزراعة 8 آلاف دونم في مناطق مختلفة من لبنان ما يجعلنا قادرين على وقف الاستيراد وانتاج ما يكفي استهلاكنا المحلي. واليوم يتكرر الأمر ذاته مع قطاع تصنيع الدواء، الذي بات استيراده من الخارج يحتم أعباء على الخزينة. وما يمكنني قوله أنه من خلال هذا التكامل يمكننا أن ننطلق نحو مرحلة مهمة من الاكتفاء الذاتي. وقال “إنني على ثقة ان المطلب الأول لدى مختلف القطاعات ، ليس الدعم ، بل تأمين الكهرباء بسعر معقول لتخفيف فاتورة المحروقات ، وبإذن الله تسير الأمور كما ينبغي”.

بدوره، لفت الأبيض، إلى “أهمية دعم صناعة الدواء في لبنان منطلقاً من الجولة التي قام بها ووزير الصناعة يوم أمس الثلاثاء، على عدد من مصانع الدواء في لبنان والتي أظهرت أن المصانع اللبنانية تعتمد معايير عالمية ما يشكل مدعاة للفخر بما حققته هذه المصانع رغم أن كثيرين لا يعرفون التطور الحاصل في قطاع الدواء في لبنان. ولاحظ وزير الصحة العامة أن هذه المصانع لا تعمل بحسب قدرتها الإنتاجية القصوى بل إنها تعمل بأقل من نصف قدرتها وإذا ما توفر الدعم لها تصبح قادرة على كفاية السوق المحلي كما على التصدير للدول العربية والأجنبية”.

وقال الأبيض إننا “نصنّع في لبنان 1161 دواء من ضمن عشرين فئة علاجية للأمراض الأساسية والمزمنة مثل القلب، الضغط، السكري، الكولسترول، سيلان الدم، الربو، الالتهابات والحساسية إضافة إلى بعض الأمراض السرطانية”.

وتابع أنه “بناء على دراسة لوزارة الصحة العامة، تبين أن سعر الدواء اللبناني أقل ثمنًا من أسعار الأدوية المستوردة ومن الأكثر جودة مما يجعله أقل كلفة على المواطن اللبناني:. ولفت إلى أن “مصانع الدواء تفتح فرص عمل برواتب جيدة للعديد من الشباب المتخرجين الذين لن يضطروا للبحث عن فرص عمل خارج لبنان. وقال إن دعم المصانع يفتح المجال للمزيد من فرص العمل كما يؤمن مصدر دخل بالعملة الصعبة للبنان”.

وأوضح الأبيض، أن “الدعم الذي تحصل عليه الصناعة الدوائية المحلية يشكل خمسة وثمانين في المئة من المواد الأولية وهو ما يشكل خمسة وعشرين في المئة من كلفة الدواء ككل. وتابع أن الصناعة المحلية تُدعم إذًا بحوالي 25% من كلفة الدواء ككل بينما يُدعم الدواء المستورد بنسب تتراوح بين خمسة وعشرين في المئة وخمسة وأربعين في المئة وخمسة وستين في المئة. وهذا ما يظهر أن الدواء المحلي هو الأقل حصولاً على الدعم علماً أن دعم الدواء المستورد يعني استخدام الأموال لدعم مصانع في الخارج في مواجهة صناعتنا المحلية”.

وأضاف، “هذه الوقائع حتمت اتخاذ القرار بالإبقاء على الدعم الكامل للصناعة الدوائية المحلية وعدم دعم الدواء المستورد المنافس له في السوق اللبناني، كان مبنيًا ليس على مصلحة المصانع بل على مصلحة المواطن”. وأكد أن “هذا القرار لن يؤدي إلى ارتفاع أسعار الأدوية التي يستخدمها المواطن اللبناني لأنها كلها متوفرة محليًا والقرار يطال فقط الشريحة المصنعة في لبنان”.

وأعلن أن “نقابة المصنعين ستضع في التصرف call center للتواصل مع أي مواطن يجد صعوبة في تأمين دوائه بحيث يتم ضمان الحصول على الدواء الأفضل بالسعر الأكثر تنافسية”. وقال الأبيض، إن “تطبيق القرار سيؤدي إلى وفر بالعملات الصعبة سيستخدم في استمرار استيراد كمية أكبر من أدوية الأمراض السرطانية التي نواجه مشكلة في تأمينها بالكمية اللازمة للمواطنين، إضافة إلى تقديم المزيد من الدعم للصناعة المحلية إذ تكون قادرة على تغطية كامل احتياجات السوق اللبناني”. وتابع، “في كل الأزمات هناك فرص ونحن نتطلع للخروج من الأزمة بوضع أفضل ونأمل أن السياسات التي تقوم بها الحكومة برئاسة الرئيس ميقاتي تنجح في إخراج لبنان إلى وضع أفضل”.​

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى