مقالات

لولا سمير جعجع ..

كتب داني حداد في موقع mtv

سيكون الخريف في معراب حاسماً في تحديد هويّة المرشّحين الى الانتخابات النيابيّة. سيتخلّى “الحكيم”، حتى الآن، عن ثلاثة نوّاب حاليّين. قد يرتفع الرقم الى ستّة كحدّ أقصى. في المقابل، سبعة نوّاب حجزوا مقاعد ثابتة على لوائح “القوات” في الانتخابات النيابيّة.

يخوض رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع الانتخابات النيابيّة المقبلة وحيداً، من دون حلفاء، إلا من قد تُعقد معهم اتفاقات “على القطعة”، وهذا استثناء لا قاعدة.
وإذا كانت انتفاضة ١٧ تشرين الأول ٢٠١٩ استهدفت في حركتها وتظاهراتها وإعلامها صورة النائب جبران باسيل، فإنّ هذه الانتفاضة، حين تحوّلت من الشارع العفوي الى المكاتب والمجموعات والتخطيط، استهدفت جعجع أكثر من غيره. 
فحزب “القوات” الذي اختار التمايز قبل ١٧ تشرين، والاستقالة من الحكومة بعده، رذله “متبنّو” هذه “الثورة” وأدخلوه في موجة “كلّن يعني كلّن”، لا بل هم يهاجمونه اليوم أكثر من باسيل وجنبلاط ونبيه بري و، خصوصاً، حزب الله.
فـ “القوات” هو الوحيد القادر على منافسة ما يسمّى “المجتمع المدني” ليأكل من “صحنه” الانتخابي، وهو، لهذا السبب، سيكون هدفاً لهذا الفريق كي يصوّب عليه. وقد حال هذا التوجّه، مرفقاً بعوامل عدّة، دون صعود “القوات” شعبيّاً في السنتين الأخيرتين، على الرغم من المواقف الثابتة والمبدئيّة.
هي حربٌ متعدّدة الوجوه والأسباب على “القوات” إذاً، وقد صمد جعجع في وجهها حتى الآن، من اتّهامه بالحواجز والخوّات بعيد ١٧ تشرين، وصولاً الى ابراهيم الصقر الذي لم يحمل لجعجع سوى وجع الرأس.
ولكن، في المقابل، تبرز نقطة ضعف “قوّاتيّة” لا يجوز إنكارها. نتحدّث هنا عن نوّابٍ فشلوا في أن يكونوا بمستوى “المعركة” التي تُخاض ضدّ جعجع، تماماً كما كان بعضهم دون مستوى “الصورة” التي أراد رئيس “القوات” أن يصنعها لحزبه في السنوات الأخيرة.
فبعض النواب غائبٌ عن التشريع، وغائبٌ عن الخدمات، ومقصّرٌ في الأزمات، من كورونا الى المازوت. والبعض يخطئ حين يصرّح، والبعض الآخر لا يقدّم مادةً تجذب الإعلام، فتراه منسيّاً.
وإذا استثنينا قلّةً من النوّاب، بالكاد يصل عددها الى نصف أعضاء تكتل “الجمهوريّة القويّة”، لوجدنا أنّ هؤلاء يعتمدون، حصراً، على رصيد جعجع وقوّة “القوات” فلا يضيفون صوتاً انتخابيّاً واحداً على هذا الرصيد، لا بل أنّ بعضهم يشكّل “تقّيلات” انتخابيّة.

وإذا كان التشرينان سيشكّلان فترةً حاسمة في تحديد مرشّحي “القوات” في الانتخابات النيابيّة المقبلة، فإنّ المطلوب إعادة النظر ببعض الأسماء، علماً أنّ العمل على إبراز وجوهٍ جديدة عبر الإعلام تأخّر كثيراً. وفي ذلك تقصير يُضاف الى التقصير في الدفع بكوادر “قوّاتيّة” للإطلالة عبر الإعلام، أو في تعزيز حضور المحلّلين والكتاب الذين يخدمون توجهات الحزب على الشاشات.
ولعلّ المطلوب أسماء تقف الى جانب جعجع، أو خلفه مباشرةً، لا أسماء “تعكّز” عليه ولا حضور لها لولاه…

قسم التحرير

التحرير في موقع قلم سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى