حكومة فرانكوفونية وثلثان معطلان

كتب عمر حبنجر في “الأنباء” الكويتية:
تمكن رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه الرئاسي، من تأمين حكومة ملائمة للشوط الأخير من ولايته الرئاسية. واستطاع الرئيس نجيب ميقاتي ان يؤلف حكومة، حيث كان أمام خيارين: الاعتذار او الاعتكاف، وبات بوسع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المباهاة بكون مبادرته في لبنان انتجت حكومة «فرانكوفونية»، بنكهة «الزعفران» الشديد المرارة على مذاق معظم اللبنانيين، قياسا على الأدوار الإقليمية التي تلعبها إيران.
أما عن الحكومة بذاتها، فالاعتقاد راسخ بأن الفريق الرئاسي حصل على تسعة مقاعد وزارية بدلا من 8، أي انه حقق الثلث المعطل، وهناك من يعتقد بأن ثمة ثلثا معطلا آخر، يحسب لصندوق النقد الدولي، بحكم كون عدد من الوزراء في الحكومة الجديدة، إما عملوا في البنك الدولي، او في صندوق النقد، او تعاملوا مع كليهما.
في الخلاصة انها حكومة محاصصات وتناقضات برعاية فرنسية – إيرانية وغض نظر أميركي، ويخشى المفكر الإسلامي د.رضوان السيد، ألا تستطيع هذه الحكومة ان تفعل شيئا ما دام جبران باسيل رهينة العقوبات الأميركية.
السيد لا يرى أملا بالمنظومة السياسية الحاكمة، ولا بالحكومة المنبثقة عنها، مستبعدا في حديث إذاعي، ان تجري انتخابات نيابية، برغم تفكير اللبنانيين بأن الانتخابات هي الوسيلة السلمية الأفضل للتغيير.
لكن السؤال المطروح الآن، هذه الحكومة هل ستكون حكومة صندوق النقد، ام حكومة إيران في لبنان؟ ويمكن الإجابة عن هذا السؤال قبل شهر على الأقل، حيث تكون الحكومة الجديدة أنجزت بيانها الوزاري، وحصلت على ثقة مجلس النواب، بعدئذ تبدأ المحاسبة.
بيد ان بعض الأصوات التي تصدح بها مواقع التواصل الاجتماعي، استبقت الأمور، لتسمي ستة وزراء في الحكومة الجديدة، من ذوي السجل الغامض على مستوى الأداء والانتماء.
وبثت مواقع التواصل الاجتماعي حديثا متلفزا قديما لوزير الإعلام الجديد جورج قرداحي، يرد فيه على سؤال عمن يعتبره رجل العام 2018، تاريخ إجراء الحديث، فسمى الرئيس بشار الأسد على المستوى العربي، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين على المستوى العالمي، أما في لبنان فقد اعتبر ان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هو رجل العام.
وثمة مواقع تناولت وزراء آخرين، هناك علامات استفهام حول أدائهم القضائي او المالي، وان أدرجوا في خانة الخبراء. ومع ذلك، فقد اعتبر المتحدث باسم الحكومة الأميركية نيد برايس ان بلاده ترحب بحكومة يقودها نجيب ميقاتي، وسبقه الرئيس الفرنسي ماكرون الى القول: ان تأليف الحكومة اللبنانية خطوة لا غنى عنها.
وتتجه الأنظار الى يوم غد الاثنين، موعد الاجتماع الأول للحكومة لالتقاط الصورة التذكارية، ولتأليف لجنة صياغة البيان الوزاري الذي تشير المعلومات الى انه سيكون ببنود محددة، بحجم المساحة الزمنية التي ستعيشها هذه الحكومة، ولا يتوقع ان يحصل جدال طويل حول الثلاثية الشهيرة «شعب وجيش ومقاومة»، التي يحرص حزب الله على إدراجها في بيانات الحكومات كافة التي شارك فيها مباشرة او مداورة.



