البيئة السُنّية – اللبنانية بدل ان تلوم نفسها تلوم الآخرين من شياطين الانس والجن!

كتب حميد خالد رمضان لموقع قلم سياسي،
“البيئة السُنّية-اللبنانية، بدل ان تلوم نفسها تلوم الآخرين من شياطين الانس والجن!”
يقول الله عز وجل في محكم تنزيله في سورة إبراهيم (وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فإستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا انفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما اشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب اليم).
البيئة السُنّية بدل ان تلوم نفسها تلوم مرجعياتها الدينية والسياسية ،وتلوم المرجعيات الدينية والسياسية للمكونات اللبنانية الأخرى،وتحملهم مسؤولية حرمانهم من حقوقهم وتهميش وجودهم في صلب القرار الوطني،وهذا اللوم فيه ما فيه من الصحة،ولكن هذا لا يبرأ من تسيد حيثيتها الدينية والسياسية لعقود خلت.
المظلومية التي نخرت جسد الطائفة السُنّية في لبنان ما زالت مستمرة الى الآن وبدل أن نتصدى لها بكل الوسائل التي نملكها تحولنا الى كربلائيين بكائين نلطم ونطبر على الأطلال نجاور الغربان نتبادل النعيق ،والأنكا من ذلك ما زلنا نراهن على الغير لإستعادة كرامتنا التي وأدناها بجبننا وخوفنا من المواجهة،ظنا منا أننا نقلل من خسائرها وهذا لعمري عذر أقبح من ذنب،لأننا لو واجهنا لقللنا من الخسائر التي منينا بها بنسب كبيرة ولما كانت اصلا.
اليوم وبعهد جوزاف عون يتعرض المكون (السُنّي) لهجمة متعمدة شرسة على كافة الصعد الإنمائية والخدماتية والوظيفية والوطنية والسياسية،وهذه الهجمة ما هي إلا تتمة لهجمات سابقة قادها رؤساء جمهورية بدءا من اميل لحود وصولا الى ميشال سليمان وميشال عون وإنتهاء بجوزاف عون،ومع ذلك وبكل شفافية وموضوعية لا نلومهم على العبث بخاصيتنا ولا نعاتبهم على سلوكهم المشين تجاهنا والسبب هو أنهم ما زالوا أسرى الثقافة الأقلوية قولا وعملا،بل نلوم ونعاتب كما أسلفنا أعلاه مرجعياتنا الدينية والسياسية بشكل مباشر ونلوم ونعاتب بيئتنا السُنّية لأنها لم تُحسن الإختيار ولا الإنتخاب،وبالتالي كان لها التأثير الأكبر في وصولها الى ما وصلت اليه من حالة كارثية جاوزت المعقول واللا معقول.
قيل(ما حك جلدك إلا ظفرك) وقيل(المال الداشر يعلم الناس الحرام) وبالتالي على المكون السني في لبنان مواجهة كل من تسوله نفسه الخبيثة إلحاق الضرر والضرار به،سواء كانت الدولة العميقة التي يتحكم بها نهج أقلوي بكافة الوسائل هذا اولا وأما ثانيا إختيار او إنتخاب الشخصية الدينية او السياسية المناسبة .
يا سُنّة لبنان نصيحتي لكم وبدون جمل بادروا لإتخاذ خطوات جادة تعيد لكم كرامتكم التي اصبحت أثرا بعد عين بأن لا تركنوا الى من ظلمكم سواء من ابناء جلدتكم او من ابناء جلدة الآخرين وان تأخذوا العبر من خيارات خاطئة إتخذتموها من سنين خلت لأنكم لو بقيتم تلومون الآخرين ستبقون على ما انتم عليه الآن.
يا سُنّة لبنان ألم يحين الوقت لتستيفقوا من ثباتكم وتكفوا عن لوم الإخرين وتأخذوا العبرة من الذين لبوا دعوة الشيطان ولما حطوا رحالهم في جهنم لاموا الشيطان على هذه النهاية ولكن الشيطان أجابهم بكل صراحة(وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فإستجبتم لي) وبالتالي حملهم المسؤولية وانا وبكل محبة لكم أحملكم المسؤولية بوصولكم الى هذه الحالة المتردية البائسة وألومكم لأن إستجبتم لدعوة شيطان الانس والجن.

