مقالات

سلام في الفاتيكان وسجال اقتراع المغتربين يتصاعد

يستمر ملف قانون الانتخاب بندا خلافيا في الداخل، متنقلا بانقساماته الملتهبة بين مجلس النواب وجلسات اللجان ورئاسة الحكومة التي دخلت حديثاً على الخط بمواقف اغاظت رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي جوبه كلامه اول امس بموجة ردات فعل قواتية كتائبية مستقلة اليوم، وسط انسداد تام في افق المعالجة حتى الان، فيما البلاد مشرعة على احتمال الحرب الاسرائيلية المرتفعة وتيرة التهديد باندلاعها مع كل يوم يمر من دون تسليم حزب الله سلاحه لحصره بيد الدولة.

وأمس افادت مصادر اوروبية ان ضربة إسرائيلية موسعة ضد لبنان قد تكون مسألة وقت فقط، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي عن “اختتام تمرين الفرقة 91 بهدف رفع الجاهزية العملياتية في الدفاع والهجوم على الحدود اللبنانية بحرا وجوا وبرا”.

يوم الامم المتحدة

وليس بعيداً ولمناسبــــة “يوم الأمم المتحدة” الذي يصادف اليوم، قال رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون: “24 تشرين الأول، انه يوم الأمم المتحدة، يوم الذين تعاهدوا قبل 80 عاماً على “إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحروب” وعلى “العيش معاً في سلام وحسن جوار “وعلى الإيمان “بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد”، وبالحقوق المتساوية “لجميع الأمم كبيرها وصغيرها”… كأنه ميثاق عن رسالة لبنان وعن نضال لبنان، من أجل سيادة دولته واستقلال قراره وحرية شعبه. كل التهاني للأمم المتحدة بيومها ، وكل التمنيات لهذه المؤسسة العظيمة بتحقيق أهدافها النبيلة، وكل العهد لكل لبنانية ولبناني بأن يكون الحق والخير رفيقي دربنا كل يوم، أياً كانت تقلبات العهود والأيام.” واعرب الرئيس عون للامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن تمنياته بأن تسهم المنظمة الدولية “في تعزيز التعاون الدولي وتحقيق السلام والامن والعدالة بين الشعوب”.

جولة جنوبية

وللمناسبة، جال وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، على متن طوافة تابعة لقوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، فوق القرى الحدودية الجنوبية، وتفقد الخط الأزرق والنقاط الخمس التي تحتلها إسرائيل، واطّلع على حجم الدمار الذي خلّفته الاعتداءات الإسرائيلية. وفي مقرّ القوات الدولية في الناقورة استقبله قائد اليونيفيل اللواء ديوداتو ابانيارا ورافقه في جولة ميدانية، ثم دوّن رجي كلمة في السجل الذهبي عبّر فيها عن اعتزازه بزيارة القوات الدولية بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة، مشيداً بالدور الذي تضطلع به اليونيفيل في حفظ السلام والاستقرار والتضحيات التي قدمها جنودها من أجل لبنان.وأعرب رجي عن تقديره لتضحيات القوات الدولية، وناقش مع قائدها مستقبل عمل اليونيفيل بعد انتهاء ولايتها المقررة نهاية عام 2026. وأكد القائد مواصلة الجنود التعاون مع الجيش اللبناني خلال المرحلة الانتقالية لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 ودعم صمود الأهالي رغم تخفيض الموازنة.

لا عودة الى الوراء

من جهتها، اعتبرت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، في بيانٍ أنّ “بينما تكمل الأمم المتحدة عامها الثمانين في ظل سعيٍ دؤوب إلى التغيير والإصلاح، يمرّ لبنان بمرحلةٍ مفصلية من تاريخه الحديث ستحدّد مساره المستقبلي. وفي الوقت عينه، تستمر التحوّلات الإقليمية الكبرى والقوى العالمية في رسم مشهدٍ أمني وجيوسياسي جديد”…وأضافت: “يحلّ يوم الأمم المتحدة هذا العام في ظلّ حالةٍ من عدم اليقين يمرّ بها لبنان. فبعد تصاعد الأعمال العدائية في العام 2024، بذلت السلطات اللبنانية والقوات المسلحة اللبنانية جهودًا كبيرة أعادت الحياة لعددٍ من بنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 (2006) بعد سنواتٍ من الجمود. ومع ذلك، لا يزال الجنوب اللبناني يعاني من دمارٍ واسع، في ظلّ نقصٍ حاد في التمويل واستمرار حالة عدم اليقين بشأن ملامح المرحلة المقبلة، الأمر الذي يخلق سياقًا يتعذّر معه مطالبة اللبنانيين بمواصلة التحلّي بالصبر”.وتابعت: “لقد خلّف التاريخ آثارًا لا تُمحى، ولا تزال الأسباب الجذرية للأزمات المتكرّرة في الماضي دون معالجةٍ حقيقية. ومع ذلك، فإن الجهود الجماعية لدعم مسيرة لبنان الشاقة والشجاعة لا تزال مستمرّة. ورغم أن الطريق لا يزال طويلاً ويتطلّب عملاً دؤوبًا على المستويين الداخلي والإقليمي، فقد أكّد لبنان بوضوح أنه لا عودة إلى الوراء عن مسار التقدّم الذي اختاره. لقد عانى لبنان، على مدى تاريخه، من إخفاقات سياسية واقتصادية ممنهجة، لكن شعبه لم يكن يومًا مصدر هذا الفشل”.وختمت: “ستواصل الأمم المتحدة الوقوف إلى جانب الدولة اللبنانية وشعبها، سعيًا لتحقيق الاستقرار والازدهار للجميع”.

رد كتائبي على بري

انتخابياً، وفي اعقاب مواقف رئيس مجلس النواب الذي استقبل امس وزير العدل عادل نصار، سجلت موجة ردات فعل نيابية على بري ، فتوجّه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل إلى بري كاتبًا على “إكس” دولة الرئيس، بأي قاموسٍ تُعتبر ممارسة مئات آلاف اللبنانيين المغتربين، من كل الطوائف والمناطق، ودون أي تمييز، حقَّهم الدستوري في تقرير مصير بلدهم “عزل طائفة”؟ وقال: “من يحاول عزل الطائفة عن بقيّة اللبنانيين هو من يرفض منطق الدولة والمساواة، ويتمسّك بسلاحه وبارتباطه الأيديولوجي بإيران، رغم تخلّيها عنه في أصعب الأوقات.”وأضاف: “بكل الأحوال، رأيُك لا يمنحك الحق في منع المجلس من حسم هذا النقاش بجلسة عامة. فالمجلس، هو الذي يُمثّل جميع اللبنانيين، وهو من يملك القرار.”

بيان القوات

كما صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية”، بيان استغرب “اعتبار تصويت المغتربين شكلاً من أشكال العزل، فيما غير المقيمين ينتمون إلى كل الطوائف دون استثناء. أما حرمانهم من التصويت في دوائر نفوسهم لجميع نواب الأمة، كما يفعل الرئيس بري، فهو العزل بعينه”. واستهجن “وصف الممارسة الدستورية التي بدأت تشقّ طريقها للمرة الأولى بأنّها “عزل لطائفة”، فيما الانقلاب المتكرر على هذه الممارسة هو الذي عزل الدولة وطوائفها وشعبها على مدى خمسةٍ وثلاثين عامًا”.


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى