مقالات

تصعيد أميركي – إٍسرائيلي ضد لبنان .. حرب واسعة أم ضربات مكثفة؟

 إزاء الضغط المتزايد على لبنان من الجانبين الأميركي، المتمثّل بالموقف الأخير الذي عبّر عنه الموفد توم برّاك قبل أيام، والإسرائيلي الذي بدأ يكثّف استباحته للأجواء اللبنانية بمسيّراته التي لم تفارق سماء لبنان، بالتزامن مع المناورات العسكرية التي يجريها الجيش الإسرائيلي في شمال إسرائيل وعلى طول الحدود مع لبنان.

 هذا الجو الضاغط الذي يترافق مع التهديد  بتجدّد الحرب على لبنان، بحسب ما شدّد عليه رئيس الأركان الإسرائيلي الذي كان يتابع سير هذه المناورات، ومطالبته الضبّاط بضرورة العودة للتدريب والاستعداد للحرب على الجبهات كلها والحفاظ على الجهوزية التامة، في وقت تشهد فيه إسرائيل زحمة موفدين أميركيين رفيعي المستوى، للتأكيد على الدعم الأميركي المطلق لإسرائيل.

فبعد الزيارة التي يقوم بها نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، إلى إسرائيل للتأكيد على استمرارية اتفاق شرم الشيخ رغم خرقه الفاضح من قٍبل إسرائيل، فقد أكّد فانس في اللقاء المشترك الذي عقده مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنّ اتّفاق غزة سيساعد إسرائيل على إقامة المزيد من التحالفات في الشرق الأوسط، فيما ذهب نتنياهو إلى القول بأنّ،  “العالم بدأ يتغيّر بفضل الشراكة مع الولايات المتحدة، وإسرائيل قوية ستخدم مصالح أميركا، وأميركا قوية ستخدم مصالحنا”. 

ومن المتوقّع أن يزور إسرائيل في الساعات المقبلة وزير الخارجية الأميركي الذي ستكون له، بطبيعة الحال،  المواقف نفسها المؤيّدة لإسرائيل والتي أعلنها فانس، وبالمقابل فإنّ رأس الدبلوماسية الأميركية سيسمع الكلام نفسه الذي أعلنه نتنياهو.

كل ذلك يعني أنّ المنطقة أمام تحوّل جديد، وأنّ لبنان هو  الحلقة الأضعف بين دول المنطقة، بدليل أنّه  لا يملك من مفاتيح القرار ما يمكّن الرهان عليه لتجنّب الخطر الذي يتهدّده، وضمان عدم العودة إلى الحرب، وأنّ سيل المسيّرات التي حلّقت في الأجواء اللبنانية طوال الأول من أمس يشي بأنّ لبنان متروك إلى قدَره، وأن لا شيء محسوماً بعد، لا في مسألة حصرية السلاح ولا بموضوع الإصلاحات التي تسمح بالإفراج عن المساعدات التي وُعِد بها منذ عودة انتظام السلطة، وانتخاب رئيس جمهورية، وتشكيل الحكومة.

مصادر مراقِبة نصحت المسؤولين اللبنانيين بإطلاق حملةٍ دبلوماسية واسعة تشمل كل عواصم القرار الدولي بدءاً من الولايات المتحدة الأميركية وانتهاءً بالفاتيكان وحتى إيران، وذلك لشرح الموقف اللبناني في ظلّ التهديدات الإسرائيلية بنقل سيناريو غزّة إلى لبنان، وذلك من أجل العمل على تجنّب ما قد تُقدم عليه إسرائيل بذريعة عدم  قدرة الدولة على حلّ مسألة السلاح لأنّ  حزب الله يرفض رفضاً قاطعاً المسّ بسلاحه، وقد أعلن ذلك أمينه العام، الشيخ نعيم قاسم، أكثر من مرّة.

المصادر تمنّت على المسؤولين اعتماد سياسة جديدة في التعاطي مع الملفات المصيرية، وعدم الدوران في الدائرة المفرغة، وتجنّب الغوص في التحليلات السياسية التقليدية  لأنّها لن توصل إلى شيء فهناك مطلب حصرية السلاح، أو بكلامٍ أوضح نزع سلاح حزب الله. وقد تعهّد رئيس الجمهورية، جوزاف عون، في خطاب القسم بحلّ هذه المسألة ونزع فتيل الحرب. كما أكّد على ذلك أيضاً البيان الوزاري للحكومة التي نالت الثقة على أساسه،  وأنّ أي استدارةٍ خارج هذا الموضوع من شأنها أن تعرّض لبنان إلى انتكاسةٍ أمنيةٍ لا  تُحمدُ عقباها. 

المصادر دعت المسؤولين إلى وقفةٍ مسؤولة لتجنيب لبنان الكأس المرّة قبل فوات الأوان، وقالت إنّه حتى لو تبيّن للمسؤولين أنّ الكلمة الفصل بموضوع السلاح هي لإيران وليس لحزب الله فلا شيء يمنع أن تتولى الحكومة وأركان الدولة فتح حوارٍ مع إيران لحل هذا الموضوع،  وتحميلها مسؤولية ما قد يتعرّض له لبنان انطلاقاً من الحرص على بيئة حزب الله أولاً وعلى لبنانً ثانياً. فالوضع خطير، ولم يعد يحتمل وهناك العديد من سكّان الضاحية والمناطق الشيعية الذين بدأوا يفكّرون بتغيير أماكن سكنهم.  فالمسالة برأي المصادر تحتاج إلى موقف، ولم تعد تنفع معها سياسة  المهدّئات والمزايدات  والهروب إلى الأمام. 

عون يؤكد على حق المغتربين بالانتخاب 

وسط الانقسام القائم حول تعديل المادة 112 من قانون الانتخابات النافذ حضر هذا الملف أمس الأربعاء في القصر الجمهوري في لقاء رئيس الجمهورية مع ممثّلين عن النواب ال 68 المطالِبين بتعديل هذه  المادة. وفي السياق أكّد الرئيس عون أنّ من حق المغتربين أن يكون لهم الدور التشاركي في القرار السياسي من خلال الاقتراع للنواب ال 128 مشدّداً على إجراء الانتخابات في موعدها. 

وفي السياق أشارت مصادر حكومية لجريدة الأنباء  الإلكترونية إلى أنّ  المشروع المقدّم من وزير الخارجية يوسف رجي لتعديل المادة 112 سيكون على طاولة مجلس الوزراء في أول جلسة للحكومة بعد جلسة اليوم.

سلام الى الفاتيكان

أوساط رئيس الحكومة كشفت لِلأنباء الإلكترونية أنّ الرئيس نوّاف سلام سيتوجه إلى الفاتيكان في الساعات المقبلة للقاء البابا لاون الرابع عشر لشكره على لفتته الدائمة تجاه لبنان،  وضمان حمايته من التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط،  والتنسيق لزيارة البابا إلى لبنان أواخر الشهر المقبل.

البساط، لا شطب لأموال المودعين

في الشأن الاقتصادي أعلن وزير الاقتصاد،  عامر البساط، أنّه لن يكون هناك شطب لأموال المودعين، وان لبنان يقف أمام مرحلة جديدة ودقيقة بعد سنوات صعبة، والعمل على الانتقال من إدارة الأزمات إلى البناء، وتحويل الواقع الصعب إلى مستقبل واعد.

محكمة العدل الدولية  توصي بوصول المساعدات إلى غزّة

بعد استمرار إسرائيل بإقفال معبر رفح احتجاجاً على عدم تسلّمها جثامين كل الرهائن الذين قُتلوا في الحرب المدمّرة على غزة، طالبت محكمة العدل الدولية إسرائيل تسهيل برنامج المساعدات الأممية،  ومنها برنامج الأونروا بعد أن ثبت لها أن لا علاقة لأعضائها بحركة حماس.


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى