مقالات خاصة

من مفتي الشهادة إلى مفتي الخضوع… هكذا سقطت هيبة الإفتاء

كتب المدير التنفيذي لشركة SPI ورئيس تحرير موقع ” قلم سياسي” محمد صابونجي،

في بلدٍ يشتعلُ بالظلم والفساد
بلد يُستدعى فيه أصحاب الكلمة الحرة ويُعتدى على قرى من طائفة واحدة يختار مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان الصمت… صمتٌ لا يشبه الحياد، بل يشبه التواطؤ بصمت.
يخاف من الاقتراب من أي ملفّ يمسّ أحد العلماء السُّنّة أو فردٍ مِن أفرادها وكأنّ الموقف أو الإستفسار أو حتى السؤال جريمة.
فالكرامة عند صاحب السماحة تُقاس بمقدار رضا السلطة والأمن.
مِن مرجعٍ يُفترض أن يكون صوت المظلومين الأول والأقوى .
يظهر سماحته فقط عند إستقبال الوزراء والنواب في دارٍ إستشهِد مِن أجل إعلاءِ حق الله فيها حسن خالد ولكنه يغلق بابه في وجه العلماء والدعاة الذين يحملون همّ الأمة فوق همومهم .

أيُّ مفتي هذا الذي يخاف من قول الحق؟
وأيُّ دار إفتاءٍ هذه التي تُدار بالهاتف السياسي الخجول لا بروح الشريعة؟
لبنان لا يحتاج إلى مفتي يوزّع الابتسامات في الولائم، بل إلى من يقف بوجه الظلم ويقول كلمة الحق ولو على نفسه.
مفتي يُنشئ لجنة لمتابعة الملفات الأمنية والقضائية للموقوفين من أهل السنة المظلومين، لا أن يكون موقِفه “ما شغلتنا!”
الطائفة بحاجة لرجل يسمع صوت المنادين ، بعد سقوط نظام الأسد وفتح المعتقلات، بإدراج ملف الموقوفين الإسلاميين والعفو العام المدروس على جدول البحث الوطني ، لا أن يكون الردّ ذاته: “ما شغلتنا!”
لبنان لا الطائفة فقط بحاجة الى مفتي يقف على منبره تكون كلماته كالفيصل للحد مِن جرئة وتمرد بعض الأجهزة الأمنية على قرار الدولة ورفضها تنفيذ قرار مجلس الوزراء بإلغاء وثائق الاتصال وبلاغات الإخضاع — قرارات صدرت عن حكومات من عهد تمام سلام الى نواف سلام .
ولكن سماحته أبى إلا أن ينئا بنفسِه عن إصدار موقف رجولي يعلو من دار الإفتاء وإكتفى ب “ما شغلتنا!”

أيُّ مفتي هذا الذي لا يرى في مظلومية أبناء طائفته “شُغلَه الشاغل “؟
وأيُّ مرجعيةٍ هذه التي تخاف من مواجهة أمنٍ متفلّت وتلوذ بالحياد الكاذب؟
دار الإفتاء، التي وُجدت لتكون درعًا للناس وصوتًا للحق، تحوّلت إلى مؤسسةٍ صامتة لا تتحرك إلا حين يُضغَط عليها أو تؤمَر لتلميع صورة زعيم، أو للحفاظ على ماء الوجه كما حصل بشكل نادر بقضية العقيد حمود .
السُنة في لبنان لا يحتاجون إلى مفتيٍ يخاف من كلمة الحق، بل إلى من يقولها بجرأة في وجه السلطان الجائر.
يحتاجون لمَن يُغتال في سبيل الدفاع عن وطنه وأبناء بلده ومَذهبه كسماحة الشهيد الخالد حسن خالد ، لا لمن يختبئ خلف جدران المكاتب ويترك المظلومين يواجهون مصيرهم وحدهم دون أن يعتبر أن مظلومية أي فرد مِن أفراد رعيته مسجونٌ كان أم طُليق هي مسؤوليته الأولى .
ولكن عند دريان (منها شغلتنا ) .
ما يُقال في شخص كصاحب السماحة أكثر مِن ذلك ؟
لا شيئ …
لا لكثرة الإبتلائات التي أِبتُلي السُنة بها عبره وإنما لأن الضرب بالمَيت حرام .
رحم الله سماحة المفتي الشيخ حسن خالد فما تسَيد الدار والمواقف بعده أحد .


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى