محلي

هل تراجعت احتمالات التصعيد الإسرائيلي؟

لم تخرج المتابعات الرسمية من دائرة الحلقة المفرغة للازمات التي تدور في فلكها الملفات العالقة، من انتخابات نيابية يترجم الاجماع، اقله العلني، على ضرورة اجراء الاستحقاق الدستوري في موعده، فيما يترقب الداخل والخارج مسار الحكومة، بعدما تخطت «قطوعي» صخرة الروشة وجمعية «رسالات»، تحت ضغط الوساطات الداخلية والخارجية.

واقع سياسي مأزوم لم يُسقط المخاوف المتزايدة من خطر اعتداءات اسرائيلية واسعة، في ظل حركتها العسكرية «غير العادية» سواء جوا عبر طلعاتها الجوية الاستطلاعية المكثفة، وصولا الى بيروت وضاحيتها الجنوبية، او على طول الخط الازرق وفي محيط النقاط التي تحتلها داخل الاراضي اللبنانية، رغم تأكيد مصادر بعبدا على ان الاتصالات الدولية والمحلية تشير الى عدم وجود معلومات او معطيات عن عمل عسكري اسرائيلي قريب، رغم ان لا ضمانات حول ذلك، كما انه لا يمكن الركون لـ «اسرائيل»، التي اعتادت خرق كل الاتفاقات والالتزامات.

في السياق، وبعد عرض تقريره الاول حول خطة حصر السلاح امام مجلس الوزراء، وفي انتظار مناقشتها في اجتماع لجنة مراقبة وقف النار منتصف الشهر الحالي، في حال انعقدت في موعدها، ينهي اليوم قائد الجيش العماد رودولف هيكل زيارته ذات الطابع «العسكري – السياسي» الى الدوحة، حيث تتوقع المصادر ان تبصر نتائجها النور في وقت قريب.

العمل الحكومي

في غضون ذلك، أعاد تفكيك لغم جمعية «رسالات»، في لحظة سياسية دقيقة يمرّ بها لبنان، إلى الواجهة إشكالية العلاقة بين الأمن والسياسة، في بلد تتشابك فيه الملفات الحساسة وتتعقّد بفعل الانقسامات الداخلية، تاركة تداعياتها على العمل المؤسساتي وفي مقدمته الحكومة.

من هنا، فإن مستقبل العمل الحكومي بعد هذا «القطوع» سيتوقف على مدى نجاح السلطة التنفيذية في تحويل الأزمة إلى فرصة تعزيز الثقة بالدولة وبين مؤسساتها ومواطنيها، بعيدًا عن التسييس والانقسام، وفي إطار مقاربة وطنية شاملة تعيد الانتظام إلى الحياة السياسية والإدارية في لبنان، وفقا للمصادر التي تؤكد على تقاطع جميع الاطراف، على اختلاف توجهها، على أنّ ملف «رسالات»، شكّل إنذارًا مبكرًا للحكومة بضرورة إعادة تقييم أدائها الأمني والسياسي. فبينما أثبتت الأجهزة الأمنية جهوزيتها في التعامل مع الحدث، فإنّ التداعيات السياسية أعادت خلط الأوراق داخل مجلس الوزراء وبين القوى الداعمة له.

لمراقبة اوروبية

ليس بعيدا فان لبنان الذي لم يدخل بعد حماوة التحضيرات للانتخابات النيابية المقبلة، على الرغم من تصدر بند اقتراع المغتربين، واجهة الخلافات بين الأفرقاء السياسيين، من جهة، وأي قانون ستجري على أساسه الانتخابات، من جهة ثانية، وفيما يستمر النقاش السياسي حول ملف الانتخابات النيابية، يكرر رئيس الجمهورية امام زواره اصراره على اجراء الاستحقاق الدستوري في موعدها، وهو ما عاد واكده امس امام، نائب الأمين العام للسلام والأمن والدفاع في جهاز العمل الخارجي الأوروبي شارلز فرايس خلال استقباله في قصر بعبدا، طالبا اليه «مشاركة الاتحاد الأوروبي في مراقبة الانتخابات النيابية في شهر أيار المقبل»، مؤكدا «ترحيب لبنان بأي دعم يقدمه الاتحاد الاوروبي لتعزيز الجيش والقوى الأمنية اللبنانية لبسط سلطتها على الأراضي اللبنانية كافة».

عيسى سفيرا

وسط هذه الاجواء، وقّع مجلس الشيوخ الأميركي على تعيين ميشال عيسى سفيراً للولايات المتحدة في لبنان خلفاً للسفيرة ليزا جونسون، على أن يصل إلى بيروت نهاية تشرين الأول الجاري ليباشر مهامه، وفق ما تبلغه لبنان رسمياً، ويُعرف عيسى أيضاً باسم مايكل، وهو من مواليد بلدة بسوس في قضاء عاليه في جبل لبنان، وقد قضى طفولته في بيروت قبل أن ينتقل إلى فرنسا، حيث درس الاقتصاد، ثم إلى نيويورك حيث أكمل دراساته العليا في إدارة المصارف.

وبعيد تسميته من قبل الرئيس الاميركي، اعلن عيسى تخليه عن الجنسية اللبنانية، «لان ولاءه الاول والاخير يبقى للولايات المتحدة الاميركية، التي سيمثلها ويعمل على الحفاظ على مصالحها»، هو المعروف عنه تشدده في مسألتي ايران وحزب الله.

كما وقّع مجلس الشيوخ على تعيين بيل بزي، وهو لبناني الأصل من بلدة بنت جبيل، سفيراً للولايات المتحدة في تونس بعد تصويت حاسم.

تعيين محققين عدليين

وفي تطور قضائي لافت، عين الوزير نصار محققين عدليين في قضايا الاغتيال السياسي، «في سياق الخطوات التي يقوم بها نصار لانهاء حالة الافلات من العقاب في لبنان لا سيما في مسألة الاغتيالات السياسية»، على ما تؤكد المعلومات، كاشفة عن تعيين كل من:

القاضية أميرة صبرا: قضية اغتيال الشيخ احمد عساف

القاضي فادي عقيقي: قضية محاولة اغتيال المهندس مصطفى معروف سعد

القاضي يحيى غبوره: قضية جريمة الهجوم المسلح على بلدة اهدن والتي نتج منها مقتل النائب طوني فرنجيه مع افراد عائلته وبعض مرافقيه

القاضي جوزف تامر: محاولة اغتيال رئيس الجمهورية الاسبق كميل شمعون

القاضي آلاء الخطيب: الحوادث والمواجهات التي حصلت في محلة بورضاي في بعلبك

القاضي فادي صوان: اغتيال الوزير السابق ايلي حبيقة

القاضي سامر يونس: اغتيال النائب انطوان غانم ورفاقه

القاضي كمال نصار: مقتل الشيخ صالح العريضي في بلدة بيصور

القاضي سامي صادر: اغتيال النائب والوزير الشيخ بيار امين الجميّل ومرافقه سمير الشرتوني

القاضي سامر ليشع: اغتيال الصحافي سمير قصير

القاضي كلود غانم: اغتيال النائب والصحافي جبران غسان تويني مع مرافقيه

رقم قياسي لمرفأ بيروت

اقتصاديا، سجّل مرفأ بيروت رقماً قياسياً في نشاط محطة الحاويات، يعد الأول منذ أكثر من 20 عاماً، اذ أعلن رئيس مجلس إدارة مرفأ بيروت عمر عيتاني في تصريح له عن تسجيل محطة الحاويات في المرفأ، التي تديرها شركة CMA CGM، رقماً قياسياً جديداً في 5 تشرين الأول 2025، وذلك بمناولة 10166 حاوية نمطية (TEUs) على سفينة واحدة هي CMA CGM ARGON، وهي سفينة حديثة وصديقة للبيئة تعمل على وقود الميثانول (Methanol Powered). ويُعدّ هذا الرقم الأعلى في تاريخ مرفأ بيروت منذ انطلاق عمليات محطة الحاويات في عام 2004.

كارثة وشيكة

على صعيد آخر، تعود أزمة النفايات لتفرض نفسها من جديد على جدول أولويات الدولة، مع بلوغ مطمر الجديدة قدرته الاستيعابية القصوى، وتوقّف أعمال جمع النفايات في كسروان والمتن وبيروت الادارية، حيث علم في هذا السياق، تبلّغ مجلس الإنماء والإعمار من رئاسة مجلس الوزراء ببحث أزمة المطمر في جلسة اليوم، التي في ضوئها سيتقرر مصير مطمر جديدة، الذي فتح بشكل مؤقت لتخزين النفايات من دون طمرها، ما دفع شركة «رامكو» إلى استئناف أعمالها، غير أن هذه المعالجة المؤقتة تطرح مجدداً تساؤلات جوهرية حول غياب الحلول المستدامة، في ظل تحذيرات الخبراء من كارثة بيئية متكرّرة.


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى