
برّاك يفتح الطريق لتوسيع العدوان الإسرائيلي.. وحزب الله يصرُّ على احتفال الروشة
أقرَّ مجلس الوزراء مساء امس مشروع قانون موازنة العام 2026، بعد سلسلة جلسات، ركزت على مناقشة دقيقة لمواد الموازنة وبنودها، في ضوء التحركات النقابية والضغوطات المالية، والشروط المطروحة من صندوق النقد الدولي.
ويأتي هذا التطور في سباق محموم بين التهديدات الاسرائيلية المتجددة في توسيع الاعتداءات والتوسع والتصعيد، محدداً عاماً آخر لتدمير ما أسماه «المحور الايراني، والانتصار على اعداء اسرائيل..».
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان مشاركة الرئيس جوزف عون في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة تتوج بالخطاب الذي يلقيه يوم الاربعاء مختصرا فيه الموقف اللبناني من مجموعة ملفات ولاسيما ملف الاعتداءات الاسرائيلية وقرار حصرية السلاح بيد الدولة ودور الجيش اللبناني والسلام والعودة الى مبادرة السلام العربية، متوقفة عند حجم اللقاءات التي يعقدها والتي تدلل على عودة لبنان الى الخارطة الدولية.
وتلفت هذه المصادر الى ان هذه اللقاءات ستتشعب وسيكون من ضمنها مجموعة لافتة، معتبرة ان معظم القادة ارادوا الإستفسار عن الواقع اللبناني عارضين امكانيات الدعم للبنان وهو ما انعكس في هذه الإجتماعات.
الى ذلك، قالت مصادر وزارية ان مجلس الوزراء نجح في تمرير الموازنة وفق المواعيد الدستورية لها وقبل زيارة وفد صندوق النقد الدولي.
وبالتزامن كان المبعوث الاميركي والسفير في انقرة توم براك يقر بفشل مهمته بتحقيق تقدم في اتفاق وقف الاعمال العدائية وانسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من لبنان واتهم حزب الله باعادة بناء قوته واصفا إياه بالعدو، في موقف معطوف على كلام مصدر أمني إسرائيلي لقناة «العربية»: بأن العام المقبل حاسم وسنتدخل في لبنان إذا لم تُتخذ خطوات عملية ضد سلاح الحزب.وعلى كلام منقول عن مصادر دبلوماسية مفاده «مخاوف من انفجار الوضع اللبناني». ورأت مصادر متابعة ان هذا الموقف لبراك قد يكون مؤشراً لتصعيد اسرائيلي اوسع مما هو حاصل الآن خلال اسابيع قليلة، بحجة عدم نزع سلاح حزب الله.
واعتبر برّاك في حديث لقناة «سكاي نيوز» ان «الوضع في لبنان صعب جداً ولدينا الآن مجموعة جيدة في السلطة، ولكن كل ما يفعله لبنان بشأن نزع سلاح حزب الله هو الكلام ولم يحدث أي عمل فعلي».
وحول دافع حزب الله اللبناني لتسليم سلاحه، أكد براك أن: «إسرائيل تهاجم الجميع، من سوريا إلى لبنان وتونس، ومع استمرار هذه الهجمات، تتعزز رواية حزب الله بأنه موجود لحماية اللبنانيين من إسرائيل. إسرائيل تحتل 5 نقاط ولن تنسحب منها، وفي المقابل يعيد حزب الله بناء قوته».
وأضاف:المسؤولية تقع على عاتق الحكومة اللبنانية. هذا ليس دورنا. لكن البعض يريد أن تفعل الولايات المتحدة كما فعل الرئيس دوايت أيزنهاور، ويريدون من الرئيس ترامب أن يرسل قوات المارينز لحل كل شيء. هذا لن يحدث.
وفي حديثه عن إمكانية نزع سلاح حزب الله، قال براك: إن القرار يجب أن يأتي من الحكومة اللبنانية، وإذا أرادت الحكومة استعادة الاستقرار، فعليها أن تعلن بوضوح نيتها نزع سلاح حزب الله. لكنها تتردد خوفا من اندلاع حرب أهلية. نحن لا نتحدث عن هذا الموضوع عبثا» .
وردا على سؤال عما إذا كان الجيش اللبناني هو الجهة التي ستتولى نزع سلاح الحزب، أجاب براك: الجيش هو القوة الوحيدة المتاحة على الأرض. هو جيش جيد بنوايا حسنة لكنه يفتقر إلى التجهيز الكافي. ونحن لن نسلح الجيش ليقاتل إسرائيل، ولا نرغب في تسليحه ليقاتل أبناء شعبه، أي حزب الله. لكن حزب الله عدوّنا وإيران عدوّتنا ونحن بحاجة إلى قطع رؤوس هذه الأفاعي ومنع تمويلها.
واضاف قائلا: لن نذهب إلى منازل الشيعة لنطلب منهم تسليم أسلحتهم، أو أن نقول: معذرة، هل يمكننا أخذ الصواريخ والأسلحة من بيوتكم وإلا سنعتقلكم بالقوة؟.
أما في ما يخص غزة، فرأى ان «وقف إطلاق النار في غزة لن ينجح»، مشيرا إلى أن «خطوة الاعتراف بالدولة الفلسطينية جيدة لكنها بلا جدوى ولا تساعد».
واستبعد برَّاك التوصل إلى سلام في منطقة الشرق الأوسط، وقال: السلام مجرد وهم.لم يكن سلاماً من قبل ولن يكون هناك سلام في المستقبل لأن الجميع يقاتل من اجل الشرعية، إن الصراع الحالي في المنطقة ليس على الحدود ولكن على مبدأ الخضوع والهيمنة.الحدود هي مجرد عملية تفاوض.ولنتيجة إلهائية ان هناك طرفا يريد الهيمنة هذا يعني ان طرفا آخر يجب ان يخضع.لذلك الازدهار الاقتصادي هو الحل.
وفي سياق الضغط الاميركي على لبنان وحزب الله بشكل خاص، اعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن «مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن شبكات حزب الله المالية».
بحث مواقف براك
كما افادت معلومات اخرى ان وزير الطاقة جو صدّي فاتح الرئيس سلام بكلام الموفد الاميركي برّاك عالي السقف تجاه لبنان والحكومة، مطالباً بموقف حكومي لكن سلام قال له: «ما في لزوم نبحث كلامو هلّق وبعد ما اطّلعنا عليه».
أضافت المعلومات: ان مواقف براك بُحثت قبل الجلسة وعلى هامشها بين الوزراء ورئيس الحكومة ولكن ليس بشكل رسمي، وسيعقد إجتماع قريياً بين المعنيين يخصص لبحث هذه المواقف.
مجلس الوزراء
حكومياً، ترأس الرئيس نواف سلام جلسة لمجلس الوزراء، واستهل مجلس الوزراء الجلسة بالوقوف دقيقة صمت على أرواح شهداء بنت جبيل.وأقر مجلس الوزراء مشروع موازنة 2026. وذكرت المعلومات أن الموازنة حافظت على صفر عجز ولم تلحظ ضرائب جديدة، كما ركزت على تحسين الجباية وضبط التهرب الجمركي.
وافادت مصادر وزارية انه «لن تكون هناك ضرائب في ما خصّ تأمين إيرادات الموازنة إنما سنُحاول أن نحصل على الإيرادات بمنع التهرّب الضريبي والتهريب الجمركي ومنع إنشاء شركات وهميّة وسنفرض تفعيل الجباية»، وقالت المصادر: ان «مشروع الموازنة يضم زيادة ضرائب على المواطنين في موضوع الـTVA والمعاملات الشخصية ومعاملات الامن العام.
وقال وزير الاعلام بول مرقص بعد انتهاء الجلسة مساءً: أنه تعذر إقرار تصحيح للرواتب والأجور لجميع العاملين والمتقاعدين في القطاع العام ضمن موازنة العام 2026. وأن الحكومة اذ تدرك ان هذا المطلب محق فهي عازمة على التقدم خطوة نحو انصاف العاملين في القطاع العام من خلال اقرار بعض التعديلات على النظام الحالي كمثل ضم التقديمات الى صلب الراتب وزيادة التعويضات العائلية وغيرها من التحسينات. وسوف تدرس الحكومة وبعد اقرار الموازنة في الوقت المناسب امكانية فتح الاعتمادات الإضافية اللازمة لتحقيق ذلك،وأن الموازنة سعت إلى تأمين إيرادات لكل إنفاق وذلك من أجل تجنب حصول عجز.
اضاف مرقص: لا تهدف موازنة عام 2026 الى زيادة الضرائب او الى فرض ضرائب جديدة، بل ترمي الى تمويل النفقات العمومية بما فيها النفقات الاستثمارية من خلال تفعيل التزام الضريبي ومتابعة المكلفين غير المسجلين لدى ادارة الضرائب وملاحقتهم، وكذلك المسجلين غير الملتزمين بالتصريح عن الضرائب وبتسديدها ضمن المهل القانونية، وتقديم تقارير بالايرادات في مشروع موازنة العام2026وتقديرها بطريقة دقيقة، بهدف عدم حصول عجز فعلي عند التطبيق لهذه الموازنة في العام2026.
واوضح انه من المواد التي عدنا اليها للتدقيق والتعديل المادة 31 من الموازنة التي اخذت بعض التفسيرات وبعض الغموض كان يلفها وكان هناك تساؤلات حولها وهي تتعلق بالاجازة لإدارة الجمارك استيفاء مبلغ بنسبة محددة من قيمة كل عملية الاستيراد كأمانة على حساب ضريبة الدخل.
وأصبحت المادة الجديدة على الشكل التالي: تستوفي ادارة الجمارك مبلغا نسبته 3% من قيمة كل عملية استيراد قام بها مكلف لم يلتزم بتقديم تصاريح ضريبية عن الدخل المتوجب، وكذلك تصاريح الضريبة على القيمة المضافة، خلال السنوات الثلاث السابقة للسنة التي يتم خلالها الاستيراد، كأمانة على حساب ضريبة الدخل، على ان يدخل هذا المبلغ في حساب المكلف الضريبي، ويحسم من الضريبة السنوية المتوجبة على أرباحه وفقا للتصاريح المقدمة من قبله.
وتعتمد احكام التشريع الجمركي لتحديد عمليات الاستيراد وقيمة كل منها والحالات المتعلقة بها، وتحدد دقائق تطبيق هذه المادة بقرار يصدر عن وزير المالية.
قبل الجلسة، سُئل الوزير فادي مكي رداً على سؤال من أين ستأتي الحكومة بالإيرادات فأجاب: «من الضرائب».
في شأن عام، اصدر الرئيس سلام تعميماً طلب فيه من الادارات والمؤسسات العامة والبلديات كافة التشدد في منع استعمال الاماكن العام البرية والبحرية والمعالم الاثرية والسياحية او تلك التي تحمل رمزية وطنية جامعة، وذلك قبل الحصول على التراخيص والاذونات اللازمة من الجهات المعنية وفقاً للاصول.
واستند الطلب الى انه تناهت مؤخراً ظاهرة استخدام الاملاك العامة واستغلالها لغايات تجارية او لمنافع خاصة او لأهداف سياسية.
وبعد ان تكررت ايضاً في الاونة الاخيرة واقعة استغلال معالم وطنية لأهداف دعائية ولإقامة انشطة تُطلق فيها شعارات حزبية وسياسية.
وهذا يعني عدم موافقة حكومية على احتفالية حزب الله على صخرة الروشة.
وعلى الفور، اصدرت العلاقات الاعلامية في حزب الله دعوة للمشاركة في فعالية اضاءة صخرة الروشة بصورة الشهيدين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين عند الساعة 6 من مساء بعد غد الخميس في محلة الروشة، ووزعت برنامج فعاليات الاضاءة التي تحصل عند الساعة السابعة.
اجتماعات عون
وفي نيويورك عقد الرئيس عون لقاءً في نيويورك مع رجال اعمال لبنانيين، وتناول اللقاء المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، والاوضاع في الجنوب ومشاريع البنى التحتية والطاقة، والتحوُّل الرقمي واقتراع المغتربين في الانتخابات النيابية المقبلة.
نيابياً، دعا الرئيس نبيه بري هيئة مكتب المجلس النيابي الى الاجتماع عند الواحدة من بعد ظهر غد الاربعاء.
وفي الاطار القضائي، وقَّع وزير العدل عادل نصار صباح امس ملف استرداد الموقوف الروسي في بلغايرا ايغور غريتشو شكين واحاله الى وزارة الخارجية اللبنانية.
وكشف وزير العدل السوري ان مشاورات جرت وعقدت لقاءات مع الاطراف اللبنانيين بشأن المعتقلين السوريين في السجون اللبنانية، معرباً عن امله في اغلاق ملف المعتقلين نهائياً بما يحقق مصالح الشعبين السوري واللبناني.
تشييع الشهداء
على الارض في الجنوب، لم تتوقف عمليات الترهيب الاسرائيلي للمواطنين، لمنعهم من الاستقرار في قراهم، وتفاعلت ردود الفعل على المجزرة الخطيرة التي ارتكبتها المسيّرات الاسرائيلية في بنت جبيل وادت الى سقوط 5 شهداء، بينهم 3 اطفال اشقاء. وتقرر نقل الوالدة اماني وابنتها الجريحة الى مستشفى الجامعة الاميركية لمتابعة العلاج بمبادرة من الدكتور غسان ابو ستة، وحرصت على توديع طفليها الشهيدين، وهما في الاكفان وضمتهما وبكت..
وتشيِّع مدينة بنت جبيل عند الرابعة من عصر اليوم الشهداء الخمسة، ويقام التجمع في ساحة الراية في السوق العام للمدينة.
وعلى صعيد الاعتداءات ألقت مسيّرة معادية فجر امس قنابل حارقة على احراج الجبل الرفيع، وامتدت النيران الى الوادي الاخضر.. كما ألقت مسيّرة معادية قنبلة صوتية بالقرب من مواطنين كانوا يشرفون على رفع ركام منازلهم جنوب شرق بلدة مارون الراس.