محليمقالات خاصة

رسالة شديدة اللهجة من عون وسلام للاريجاني: رأيكم غير مرحب به.. والكشف عن خليفة نصرالله من عين التينة؟!

كتب الصحافي مصطفى عبيد لقلم سياسي،

لم يكن الهدف من استقبال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني في لبنان سماع تبريرات إيران حول تصريحاتها التي بلغت حداً سافراً في الوقاحة والتهديد، أو البحث في مضمون العروض الإيرانية وتقديماتها في ملف إعادة الإعمار.
الهدف من استقبال لاريجاني في كل من قصر بعبدا والسراي الحكومي كان، وبكل وضوح، إبلاغ إيران رسمياً، وعلى لسان أعلى شخصيتين رتبةً في الدولة اللبنانية، أن لا دخل لبني فارس في الشؤون اللبنانية، وغير مرحب برأيها فيما يخص الشأن اللبناني الداخلي، وغير مسموح لها التواصل مع أي مكون لبناني إلا من خلال قنوات التواصل الرسمية المتمثلة برئيسي الجمهورية والحكومة، إلى جانب وزارة الخارجية.

في قصر بعبدا..
بدايةً، التقى رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون في القصر الجمهوري المبعوث الإيراني علي لاريجاني، وتم التداول في التدخلات الإيرانية الأخيرة في الشؤون اللبنانية الداخلية. واتسم اللقاء بالدبلوماسية والوضوح، حيث أبلغ الرئيس عون كلا من لاريجاني وأماني أن العلاقة مع الجانب الإيراني هي علاقة ضمن حدود السيادة، وأن اللغة التي تم استعمالها من قبل بعض المسؤولين الإيرانيين هي لغة مرفوضة تماماً، وأن الصداقة المرحب بها في لبنان هي صداقة مع جميع اللبنانيين، لا مع طائفة معينة.
وأكد عون للاريجاني رفضه التام لأي تدخل في الشأن اللبناني، بالإضافة إلى الرسالة الأهم وهي حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية وقواها المسلحة المسؤولة حصراً عن أمن جميع اللبنانيين بمختلف طوائفهم، ومن غير المسموح لأي جهة لبنانية حمل السلاح والاستقواء بالخارج.

لقاء السراي حامي ومتشنج..
وفي السراي الحكومي، التقى رئيس الحكومة نواف سلام المبعوث الإيراني علي لاريجاني، وكان اللقاء، كما وصفته وسائل الإعلام، متشنجاً وبرسائل نارية واضحة ودقيقة. فقد أكد الرئيس سلام أن تصريحات كل من عراقجي، وولايتي، ومسجدي هي تصريحات مرفوضة شكلاً ومضموناً لما تضمنته من تدخلات وتهديدات حول مسائل لبنانية داخلية وقرارات تم اتخاذها من قبل السلطات الدستورية اللبنانية.

وأبلغ سلام لاريجاني أن ما قام به المسؤولون الإيرانيون هو انتهاك صارخ لمبدأ السيادة المتبادلة والأصول الدبلوماسية.

وقال سلام بوضوح للاريجاني: قرارات الدولة اللبنانية لا تعنيكم، ولا دخل لكم فيها، وغير مرحب برأيكم في الشؤون اللبنانية والقرارات السيادية التي تتخذها الدولة. مجلس الوزراء هو صاحب القرار، وممنوع على إيران مناقشة قرارات الحكومة اللبنانية. قرار لبنان يصنعه اللبنانيون وحدهم، ولن نقبل وصايتكم ولا تدخلكم. مستقبل لبنان شأن لبناني، ولن نقبل تدخلاً أو وصاية أو إملاءً من أحد.

وأكد سلام أن حصرية السلاح هي شأن لبناني متوافق عليه في اتفاق الطائف، وخطاب القسم، والبيان الوزاري، ولسنا بحاجة لدروس من أحد. وشدد على أن العلاقة الإيرانية مسموح أن تمر فقط من خلال مؤسساتها الدستورية، لا عبر أي مكون أو فريق سياسي.

لاريجاني يكشف عن أنيابه في عين التينة..
في عين التينة كان المشهد مختلفاً، فقد تغيرت نبرة لاريجاني، وإن حاول قدر الإمكان استعمال المفردات الدبلوماسية، إلا أنه أكد على ضرورة الحفاظ على سلاح عصاباتهم في لبنان من باب النصيحة لا من باب التدخل، ووجه تهديداً مبطناً بأن لبنان لن يتمكن من تحمل تبعات تنفيذ مضمون الورقة الأمريكية.

واللافت في الأمر هو ما صرح به لاريجاني من عين التينة عن أن إيران تعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري رجل الساحة اللبنانية، تصريح وإن كان طبيعياََ في ظاهر ولكنه يحمل في طياته رسائل مشفرة للحليف قبل العدو، فهل هي رسالة تلمح إلى تبدل في السياسة الإيرانية مع الثنائي الشيعي بتعيين بري خليفة لحسن نصرالله ووصياً على الحزب والمصالح الإيرانية في لبنان؟


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مصطفى عبيد

كاتب ومحلل سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى