تجميل الهزيمة الإيرانية

كتب حميد خالد رمضان لقلم سياسي،
لكل صراع او حرب نهاية تُحدد نتائجها المنتصر والمنهزم ولكن في مكان ما يسعى المنتصر لحفظ ماء وجه المنهزم لإستخدامه مستقبلا، وهذا ما تتوقعه شخصيات ذات باع طويل من الخبرة وذات خلفية شبقة بفهم ما يدور في الكون المسكون، وتربطها علاقات شخصية او مخابراتية او نفعية مع صناع القرار في العالم، وفي مقاربة تكاد تكون موضوعية في أهداف السياسة العامة للدول..
الآن تتعرض الجمهورية(الشيعية) الإيرانية لهجوم عسكري واسع مدمر من قبل العدو الإسرائيلي بغطاء ودعم أميركي لا حدود له وتعاطف (مصلحي) موسمي من المكون السُنّوي في العالم وهذا التعاطف ليس حبا بالعدو الإسرائيلي ولكن كرها بإيران التي تجاوزت نسبة إجرامها منذ أن وطأت قدم المعمم الشيعي (الخميني) أرض طهران، أضعاف أضعاف الإجرام اليهودي بحق (السُنّة) العرب ( العراق- سوريا- اليمن -لبنان -السعودية- الكويت البحرين) وهذا الإجرام الشيعي الصفوي والعربي بنسبة كبيرة كان مطلبا أميركيا-إسرائيليا هدفه إرسال رسالة للأمة العربية مضمونها أن ضرر إسرائيل هو الضرر الأصغر مقابل الضرر الأكبر الذي فعلته إيران وبالتالي تصبح إسرائيل مقبولة عربيا وإسلاميا وهذا ما حصل فعلا، حيث علت أصوات بنسب كبيرة وكبيرة جدا مؤيدة للقبول بالتعايش مع العدو الإسرائيلي على قاعدة مكره اخاك لا بطل وبمعنى اوضح دفع الضرر الإيراني الأكبر بالضرر الإسرائيلي الأصغر، مع أن العقل العربي-الإسلامي يعتبر أن إيران وإسرائيل وجهان لعملة واحدة على قاعدة (أن كل اولاد الكلبة نسِين) ولنعود معا الى ما هو الهدف التي تسعى إليها أميركا و إسرائيل معا الى تجميل هزيمة إيران في المواجهة العسكرية معها الآن ولماذا لا يتم القضاء على نظام ولاية الفقيه كما تم القضاء على نظام البعث في العراق او نظام طالبان في افغانستان، والسبب واضح كوضوح ضياء الشمس: لأن المسلمين السُنّة في العالم هم الند الذي يرفض(التبعية) وهذه القاعدة لكن كما يقال لكل قاعدة شواذ، وبالتالي هذا الجواب يكفي لأن تفسيره يحتاج مجلدات، في سنة 2000 إنسحب العدو الإسرائيلي من لبنان طوعيا ولكن الإعلام العبري والغربي الأوروبي-الأميركي جعل من هذا الإنسحاب بمثابة إنتصار حققه حزب الله وذلك لغاية في نفس يعقوب لأنه مهيأ للقيام بدور مستقبلي يخدم أمن وأمان العدو الإسرائيلي وهذا ما حصل فعلا حيث شارك بتدمير سوريا والعراق واليمن ولبنان، وأبعد المقاومة الحقيقية (الحركة الوطنية-منظمة التحرير الفلسطينية) عن حدود فلسطين المحتلة ولكن عندما إنتهى دوره حفروا قبره، وبالتالي فإن هزيمة او إسقاط النظام الإيراني لن يكون إلا عندما لم يعد ذا نفع لأميركا وإسرائيل، ومن باب التحليل الشخصي لسياق ما يحصل الآن من مواجهة عسكرية بين
الأعداء-الأصدقاء أرى أن نظام الملالي في إيران باق كورقة إبتزاز للأمة العربية وأنظمة حكمها الملكي والسلطاني والأميري والرئاسي وبالتالي ستشرع مختبرات التجميل في دهاليز صنع القرار في إسرائيل وأميركا لتجميل هزيمة إيران لأن وحسب خبرتنا بسياسة اميركا وإسرائيل تجاهنا ما زال بقاء نظام التشيع الصفوي في إيران مطلوبا لمصلحة إسرائيل وفي اليوم او الساعة يصبح هذا النظام المجرم لزوم ما لا يلزم يحفرون قبره كما حفروا قبر حزب الله في لبنان، وإن غدا لناظره قريب..