بدايات التخلف الاقتصادي في الشرق

كتب رئيس الهيئة الإدارية للمؤسسة العالية للبحث العلمي الدكتور علي لاغا لموقع قلم سياسي
قرأت عن بدايات التخلف الإقتصادي في الشرق :
الشرق الأوسط في الإقتصاد العالمي ١٨٠٠-١٩١٤ لمؤلفه : روجر أوين ترجمة سامي الرزاز ، منشورات :مؤسسة الأبحاث العربية ، بيروت .
إن قراءة هذا الكتاب هي فرض عين على كل من يريد أن يفهم عوامل القوة التي أدت لاحتلال الشرق هذا من جهة و واقع التخلف التخلف في المجتمع العربي وحالة الإهتراء من جهة أخرى .
إن في كل صفحة من هذا الكتاب ما يخبر عما عليه حالنا ، مع تغيير في المصطلحات بين تلك الحقبة وبين مايستعمل الآن من نعوت وأسماء .
بعض المسامير التي دقت في جسم الإقتصاد في الشرق :
١- كان الشرق يزرع القطن ويربي دود الحرير ثم يصنع منها الخيطان وينسجها ويخيط أللباس ويصدر كل ذلك لأوروبا ، وفي وقت ما انتبه الأوروبيون لثخانة الخيط المغزول في الشرق وعملوا على تنعيمه ليصبح أفضل في جودته وجماليته ، ثم نسجوا هم وخيطوا ، مما جعلهم يستوردون القطن قبل غزله ( الخام ) ، هذا بدوره أفقد مصانع النسيج مورداً مهماًً ، أدى فيما بعد لإفلاس تلك المصانع وبعدها لإفلاس المزارع الذي كان يستدين من المستورد الأوروبي لخدمة زاراعته .
٢- كان الشرق يعتمد على المناخ ، إن هطل المطر نمت الزراعة وتحسنت تربية المواشي وإن أجدبت تضررت الزراعة وتربية المواشي ، مما سيتسبب بصعوبة النهوض ، لإعادت تربيته وزيادة أعدادها لتكفي تزايد السكان ، بينما في أوروبا بنوا خزانات لتجميع المياه التي تستعمل في حالة الجفاف ، وهكذا بينما كان الشرق يتأثر بتقلب المناخ كانت الزراعة في أوروبا تعيش استقراراً في زمن الجفاف وتزايداً في مواسم الأمطار .
٣- كانت مساحة أوروبا لا تزيد عن مساحة السودان قبل فرفطته ، لذلك ضاعفوا المساح عبر بناء الطوابق فوق بعضها للسكن ، وزرعوا الأرض أكثر من مرة في العام الواحد بينما كان الفلاح في الشرق يزرع الأرض مرة في السنة ويتركها سنة لتتجدد خصوبة التربة .
٤-في المؤسسات التجارية :
أقام الأوروبيون شركات كبرى ، مئات الدكاكين تجمع في مجمع واحد وتديرها إدارة واحدة ، بينما في الشرق بقيت دكان فلان أو فلان وأولاده ، أو فلان وإخوانه … فأكلت المجمعات الكبرى التي صدروها للشرق فيم بعد الدكاكين الصغيرة بفضل الإقتصاد الأوربي الذي سيطر بسبب قوته .
٥- أنشأوا البنوك والمؤسسات المالية بينما المشرقيون لم يتفقوا على نظام مالي غير مبني على الربا ويلبي الحاجة الاقتصادية ، وللآن يتخبطون .
٦- فصلوا بين الروح والمادة ، وانطلقت أدمغة الباحثين في البحث والاكتشاف وتطوير وتسخير وا فوق الأرض وما في باطنها وانطلقوا لتسخير الفضاء .
إلى هنا حتى لا يمل القاريء وإلى منشورات أخرى إن شاء الله تعالى.