كفى جلداً لضحية من ضحية

كتب حميد خالد رمضان لقلم سياسي،
الشيعة ذلك المكون اللبناني الأصيل كان ضحية لمشروع امبراطوري إيراني توسعي ومن وسائل إقناع هذه الضحية بأن تكون ضحية ثقافة نكأ جراح الخلاف والإختلاف العقائدي بين السُنّة والشيعة، وزرع في نفسها أن السُنّة اعداء لآل البيت رضي الله عنهم وأن يزيد بن معاوية بن ابي سفيان ما زال حياً فيهم يتقمص كل ولاداتهم الذكرية والانثوية، منذ ما يتجاوز ال13 قرن من الزمن، زائد أن معممي ذلك المذهب حتى لا نقول (الدين) شحنوا مريديه بثقافة الثأر للحسين رضي الله عنه مع أن (المختار بن أبي عبيد الثقفي) ثأر للحسين بقتل من قتله من شمر بن ذي الجوشن وصولاً عمر بن سعد بن ابي وقاص، وسنان بن ابي أنس، وخولى بن يزيد الأصبحي، ثم ارسل جيشا بقيادة ابراهيم الأشتر فقتل عبيدالله بن زياد وارسل رأسه الى (المختار الثقفي) ومن ثم ارسل المختار الثقفي رأس ابن زياد الى مكة وعلق رأسه في محلة اسمها (الجحون)، وبذلك تكون قصة ثأر الحسين قد إنتهت، لكن إيران والمعممين الشيعة يتنكرون لذلك، ولكليهما اسبابه، فإيران تريد ان تستعيد امجادها الأمبراطورية، والمعممين يريدون أن يستعبدوا الشيعة لمصالح شخصية..
الإفادة المرتجاة من هذا السرد التاريخي هي أن يدرك الشيعة أنهم ضحية وبالتالي عليهم أن يخرجوا انفسهم من زنازين خديعة كانوا وكنا ضحيتها..
الآن وبناء على ما تقدم على المكونات اللبنانية من يمينها ويسارها او من سُنّة ودروز ومسيحيين ان يحتضنوا بإخلاص المكون الشيعي للإسباب التالية..
1-الشيعة ضحية السلاح الغير شرعي الذي لعب على وتر المحرومية والمظلومية التي تعرضوا لها، مع أن كلتا المحرومية والمظلومية شملت مكونات لبنانية أخرى ..
2-السلاح الغير شرعي دفع بالسواد الأعظم من الشيعة الى الشعور بنشوة النصر وبالتمايز عن بقية المكونات الأخرى في شتى المجالات الخدماتية والأمنية والقضائية والسياسية والإقتصادية،وهذه النشوة (الموسمية) جعلت منهم اعداء لشركائهم في الديمغرافيا اللبنانية، لأنهم أفرطوا في التعالي وبالغوا في العنجهية، وتمادوا في التشييحز (والسلبطة) وإقترفوا جرائم من قتل وترهيب وترعيب وصولا الى قناعة أنهم اسياد هذا اللبنان وما تبقى من مكونات عبيد لا أكثر ولا أقل..
3-وصل الأمر بالسواد الأعظم من الشيعة الى إختزال دولة بدويلة حسن نصرالله،والى قناعة عقائدية ان سلاح حزبهم الالهي هو السلاح الشرعي،وأكدوا ذلك بشعارات(السلاح لحماية السلاح،والسلاح دونه الدم)ظنا منهم أن هذا السلاح حررهم من اسر المظلومية والمحرومية..
4-السلاح الغير شرعي خدع الشيعة وها هم يدفعون ثمن ذلك،ولكن ليس لوحدهم بل كل المكونات اللبنانية تشاركهم ذلك..
5-شيعة لبنان تلاعبت بعقولهم خرافة ولاية الفقيه في إيران،ونغمة حب آل البيت ومعزوفة الثأر للحسين،وأن افعالهم التخريبية-الإفسادية-الإجرامية-الإرهابية ما هي إلا عقيدة إلهية تُعجل من سرعة ظهور مهديهم المسردب وبالتالي لا أثم عليهم بفعل كل تلك الموبقات،بل بالعكس تماما سيدخلون الجنة يشربون من عسلها ولبنها،ويتمتعون بحورياتها..
كل هذا كان السبب في تغييب عقول السواد الأعظم من الشيعة، وهذا التغييب جعل منهم ضحية،ومع ذلك ما زالت ثقافة إنكار تلك الحقيقة تسيطر على أغلبهم، وذلك خوفا من أن يفقدوا إمتيازاتهم الغير شرعية التي صنعها السلاح الغير شرعي،ويأبى عقلهم الباطني أن يعودوا الى المعادلة الوطنية التي
تقول أن جميع الشعوب اللبنانية متساوون بالحقوق والواجبات حتى وصل الأمر بهم الى أن يُطلق عليهم الإبن الضال،ولكن عودة الإبن الضال إذا جاز التعبير الى حضن عائلته(الوطن)فرحة ما بعدها فرحة..
أيها اللبنانييون حذار السقوط في هاوية ثقافة الغالب والمغلوب فيما بينكم، فإما ان تكونوا كلكم مغلوبين او كلكم غالبين، وحذار من التفكير حتى مجرد التفكير بأن شريككم الشيعي بالوطن بات ضحية او مغلوب لأنكم بذلك تسيرون على نفس الدرب الذي سلكه عندها ستكونون الضحية الثانية او المغلوب
الثاني ايضا، وبالتالي إياكم-إياكم ان تجلدوا
ضحية جُلدت وما زالت تُجلد بخدع وأكاذيب وخرافات ما أنزل الله بها من سلطان..