مؤتمر معراب بين السلبية والإيجابية؟

كتب-حميد خالد رمضان لقلم سياسي،
الموقف من مؤتمر(معراب)بحاجة الى قراءة موضوعية تضع النقاط على الحروف لكي نخرج بخلاصة ذات مصداقية تصب في مصلحة الوطن والمواطن..
بداية لا يمكننا أن نتهم سمير جعجع بأنه يغرد خارج سرب الرأي العام اللبناني الذي أجمع على رفض السلاح الغير شرعي ورفض قيام دويلة مسحت (بأستيكه) الدولة اللبنانية وشطبت بقلمها الأحمر الإيراني سيادتها وأضعفت مؤسساتها الدستورية، ونشهد لسمير جعجع رغم وجود خلافات سياسية معه في مسيرته السياسية عقب خروجه من السجن،بإلتزامه بمشروع الدولة السيدة الحرة المستقلة،ولكن كان عليه أن لا يعقد هذا المؤتمر(المعرابي)في هذا التوقيت بالذات للأسباب التالية..
1-الخوف من الصائدين الماء العكر وهم كُثر من إستغلال مؤذي يقلب الأسود ابيض والأبيض اسود..
2-الحؤول دون تصوير هذا المؤتمر وكأنه يسعى لعزل المكون الشيعي ..
3-مكان المؤتمر يعطي إنطباع للمعارضة والموالاة أنه مؤتمر لحزب القوات..
4-عدم مشاركة المكونات اللبنانية الأخرى من دروز وشيعة ونسبة كبيرة من السُنّة ونسبة لا بأس بها من المسيحيين يعطي إنطباع أن المؤتمر ولد ميتا..
5- البيان الذي صدر عن المؤتمر بنوده معلنة سابقا ومعروفة لدى السواد الأعظم من اللبنانيين وبالتالي لم يكن هناك من حاجة لهذا المؤتمر،أي أنه لم يأتي بشيء جديد..
6-إظهار القرار الدولي 1559 لا يستدعي عقد المؤتمر،لأن القرار 1701 يلحظ في ديباجيته تطبيق القراررين1559 والقرار1680
وبالتالي لم يأتي المؤتمر ايضا بشيء جديد..
7-الكثير من متابعي الشأن العام وبالذات ما يحصل في لبنان،من سياسيين وإعلاميين ومحللين يعتقدون وهناك من يجزم منهم الى أن القرار الدولي أُتخذ ببتر أذرع إيران في المنطقة وبمقدم تلك الأذرع حزب الله فما الحاجة اذن لعقد هذا المؤتمر؟؟أي طالما هناك من يطهوا (الطبخة) فما الداعي لحرق أصابعنا..
8-سمير جعجع حيثية وطنية سيادية منذ خروجه من السجن عام 2005 ولكن هناك خزين لتاريخه الميليشياوي ما زال يعشعش في ذاكرة اللبنانيين مما يفسح المجال لأبواق محور ما يسمى بالمقاومة والممانعة للعب على ذلك وذلك بنكأ جراح الحرب الأهلية..
9-كان على سمير جعجع وهو الحكيم أن لا يعقد المؤتمر الثاني(بمعراب)لأن المؤتمر الأول لم يكن نجاحه بالقدر المرتجى منه..
خلاصة القول عقد المؤتمر جاء في الزمان الخطأ والمكان الخطأ ولكن هذا لا يعني أننا معارضين لاهداف هذا المؤتمر،ولسنا من المشككين في صدق توجه راعيه السيادي والوطني،وحرصه على إستعادة وطن فقد سيادته وحريته وإستقلاله،مع التأكيد للمرة الألف أننا حلفاء لكل من يضع مصلحة الوطن العليا فوق كل إعتبار،وبمقدمة هؤلاء سمير جعجع (الحكيم)..