عندما يُقتَل ظالم على يد ظالم.. الفرق بين أن تكون شهيد وطن أو قاتل أمم

كتب الصحافي مصطفى عبيد لقلم سياسي،
“عندما يسلط الله الظالم ليقضي على طالمٍ آخر” هذا باختصار عنوان ما حصل البارحة في الضاحية الجنوبية من بيروت، وعند هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان تعود إلى ذهني تفاصيل اللحظات الأولى لشيوع خبر استشهاد رئيس وزراء لبنان رفيق الحريري حيث عمَّ الحزن والغضب وطناً بأكمله، بينما اليوم لا يتعدى الغضب عن كونه ملاذ أتباع ميليشيا ومرتزقة.
هذا هو الفرق ببساطة بين أن تموت وأنت زعيم وطنٍ تخطى الطائفية والطوائف فخرجت الأمهات على اختلاف مقدساتهن لتصلي عليه وتدعو له بالرحمة، وبين أن تموت وأنت عدو أوطانٍ وفي رقبتك دم أطفالٍ ونساءٍ وشيوخٍ على امتداد لبنان وسوريا والعراق وفلسطين واليمن، فربما هي دعوة أمٍ ثكلى فقدت أطفالها، أو ربما هي دعوة ولدٍ نعى والده بجملة “وبشر القاتل بالقتل ولو بعد حين”.
ومهما حاول زعماء الطوائف في لبنان التلطي خلف مشاعر المواساة والتضامن الكاذبة، فالفرحة بمقتل نصرالله تعم معظم أرجاء لبنان، وتتخطاه لتبلغ سوريا والعراق واليمن وربما غزة الجريحة، على أمل أن نفرح نفس الفرحة بمقتل نتنياهو وزوال كل من إسرائيل وحزب الله.
وعلى المقلب الآخر تستعد ميليشيا حزب الله لتنصيب وثنٍ جديد ليحج إليه الأتباع والمرتزقة، وخاتمٌ جديد سوف يظهر إلى الأضواء بعد أن سقط الخاتم الأحمر وصاحبه، وكم هي كثيرةٌ الخواتم التي سقطت في إيران مؤخراً، فمن خلال حادثة مقتل نصرالله يلح عليَّ سؤالٌ مهم: هل فعلاً سقطت طائرة رئيسي بسبب الأحوال الجوية؟ أم هي تصفية رجال حقبة دموية مجرمة للذهاب بإيران نحو مرحلةٍ سياسية جديدة.
وفي النهاية أقول أن بيروت هي مدينة الشهيد رفيق الحريري فقط وليس لآخر مكاناً فيها.