محليمقالات خاصة

متى سيكون اللقاء بين نبيه بري وسمير جعجع؟

كتب حميد خالد رمضان لقلم سياسي،

نحن مع حوار بين ذئب معراب،وثعلب عين التينة
الصراع بين الإستيذ (نبيه بري) والحكيم (سمير جعجع)، صراع بين قائديّ ميليشيا، الأول سَجن لبنان كوطن في زنزانة المجلس النيابي، والثاني سُجن كمواطن في زنزانة وزارة الدفاع، تحرر سمير جعجع من سجنه، أما لبنان ما زال الى الآن في سجن نبيه بري بحراسة سجان اسمه وشهرته (حسن نصرالله)..
سمير جعجع خرج من السجن بعفو أقره المجلس النيابي حينذاك بلبوس سياسي جديد تحت عنوان ما مضى قد مضى، جمعينا أخطأنا بحق وطننا لبنان وبالتالي فلنذهب الى تعايش وطني واحد تسود فيه ثقافة المواطنة على ثقافة الطائفة والمذهب، وبولاء مطلق للبنان الوطن والكيان، مقابل رفض أي ولاء للخارج الإقليمي والدولي وحتى وللعربي إذا كان
يضر مصلحة لبنان العليا، و(شلح) لباس الميليشيا الزيتي الى حد الآن، ومن الممكن أن يعود للباسه في حال بقي الثنائي الشيعي مصرا على ثوبه الميليشياوي على قاعدة (مكره أخاك لا بطل) وهذا ليس توصيف تنزيهي لمسيرة سمير جعجع السياسية، لأن لدينا الكثير من التحفظات على البعض منها، بقدر ما هو تأويل منطقي لخطاب سمير جعجع الآن الذي لم يخرج من دائرة لبنان السيد الحر المستقل..
نبيه بري ما زال لباسه الباطني (ميليشياوي) رغم تدثره ظاهريا ببدلة (سموكن) إيطالية الصنع وبربطة عنق من أشهر الماركات العالمية وبرغم أن الجميع يعلم أن نبيه بري لا يقيم وزناً لمؤسسات الدولة الدستورية إلا أنهم ومن باب الهروب من هذه الحقيقة يطلقون عليه أوصاف (رجل دولة-معتدل-مرجعية دستورية-رجل الحوار-صمام أمان-لبناني قح-وطني أصيل-فينيقي) ولكي لا نطيل أكثر بتحليل شخصية كل من نبيه بري وسمير
جعجع فلنعود الى طرح ما نريد من كليهما لعل وعسى يخرج لبنان من نفق مظلم طال مكوثه فيه،يقال أن التواصل لم ينقطع بين عين التينة ومعراب وأن قنوات الاتصال بينهما مفتوحة 24/24
وأن هناك بوادر مشجعة لحدوث لقاء بين حجريّ رحى الماروني والشيعي، وهذا أمر صحي ينعكس إيجابيا على لبنان واللبنانيين، وهناك من أكد لي هذه المعلومة وهناك من نفاها بالمطلق، وبما أن الغريق (يتكمش) بقشة لينجو من الغرق كما يقال في أمثالنا الموروثة، لا بأس من أن نحلم بحدوث مثل هذا اللقاء على قاعدة (تفاءلوا بالخير تجدوه) ومن هنا أدعوا سمير جعجع الى قبول الحوار مع الأطراف السياسية الأخرى، ليس من باب (لحاق الكذاب لباب الدار) ولكن من باب تبرئة ذئب معراب والمسيحيين من دم الوطن، زائد أن سمير جعجع بما يمثل من ثقل مسيحي ونيابي والسياديين من مستقلين ومتحزبين لهم القدرة المادية والمعنوية على إجهاض أي محاولة هدفها فرض مرشح رئاسي لا يرضون به، وبالتالي ذهاب سمير جعجع للحوار مع نبيه بري لا يعتبر تنازلاً عن مواقفه الوطنية السيادية، ولا استضعافاً له بقدر ما هو زيادة في كشف من يعرقل او يعطل إنتخاب رئيسا للجمهورية، وهناك من سيقول أن المعطل والمعرقل معروف وبالتالي لا جدوى من هذا الحوار و هو مضيعة للوقت، ولكن في المقابل هناك من يقول أن قبول الحوار مع الطرف المعطل والمعرقل ليس مضيعة للوقت بل الخروج نهائيا من المناورة والمماطلة والحالة الرمادية الى حالة يتحدد فيها مصير وطن واحد للجميع او أوطان (فيدرالية) لكل مكون لبناني على حدة، أي (بالمشبرحي) كل واحد (يدور) على مصلحته..


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى