النصر لا يأتي باحتفالات التأبين ولا بخطابات التدجيل

كتب الصحافي مصطفى عبيد لقلم سياسي،
عند انتهاء كل خطاب لنصرالله أقول لنفسي أنه لا يمكن لهذا الرجل أن يخرج بخطابات أكثر جنوناً، وخيالاً، إلا أنه وعند كل احتفال تأبيني جديد، أو مناسبة ما يخرج ليطرح سيناريو خيالي حالم لا يمكن لأحد أن يصوغ تفاصيله سوى من يتتلمذ في حوزات قم الفارسية، وعلى يد كبار سحرتها.
فبحسب خطاب نصرالله الأخير النصر حليف إيران، وإسرائيل في الزاوية ترتعد منتظرةً الضربة القاضية التي ستنهي هذه الدولة الصهيونية المجرمة المستبدة، أما على أرض الواقع فإسرائيل منذ قرابة السنة تعيث إجراماً وفساداً في البشر والحجر في غزة، ومنذ قرابة السنة أيضاً يعيش أهلنا هناك حالة من الإبادة، والمجاعة، والخوف، فيقتل الأطفال، والشيوخ، والنساء، وترتكب المجازر الواحدة تلو الأخرى على مرأى من حكام العالم العربي والإسلامي والغربي، وأيضاً على مرأى نصرالله وسادته الذين يدَّعون النصرة والجهاد والمؤازرة الفارغة، كغالبية زعماء العرب تماماً.
وبحسب خطاب نصرالله فالمسيرات وصلت إلى عكا، والصواريخ وصلت إلى حيفا، وما بعدها، أما على أرض الواقع فالاغتيالات تطال مرتزقة إيران في لبنان وسوريا، والعبوات الناسفة أو الصواريخ وصلت إلى عمق طهران لتفضح الضعف الشيعي، أو التآمر في عملية اغتيال قائد عظيم أمَّن إيران على روحه فخانت إيران الأمانة، أو فشلت في تحملها على أقل تقدير.
واللافت أيضاً في الخطاب هو إخلاء مسؤولية سوريا، وإيران من الرد على النتن الإسرائيلي، وكأن بشار الأسد قد تجرأ سابقاً على الرد على كل الاغتيالات، والخروقات، والاستهدافات الإسرائيلية، التي يرتكبها الإسرائيلي على أرض سوريا، أو أنَّ إيران سترد على الإسرائيلي إلَّا من خلال سيناريو يتم الاتفاق عليه مع الولايات المتحدة وإسرائيل وينفذه الحزب بحسب قواعد الاشتباك الزائفة.
يا سيد حسن، النصر لا يأتي بالخطابات النارية المسجلة، ولا بالمسيرات التي تصل لا أعرف إلى أين، ولا بالكلمات الرنانة، ولا بنوعية الأسلحة ومداها وقوتها، وإنما بالنية الصادقة والعمل الذي يأتي ليؤكد صلاح النوايا، وما نراه على أرض الواقع أنكم أنت وحزبك المرتزقة، وسادتك في إيران إما متآمرون مع الإسرائيلي، أو متآمرون على أهل فلسطين .
متآمرون مع الإسرائيلي بأنكم تتشاركون نفس الطاولة، وتتفاوضون على الغنائم، فتعملون بنفسٍ طويل للسيطرة على دول العالم العربي من خلال التخريب، والتهديد، وجعل الدول العربية ساحة لمسرحياتكم الهزلية من خلال كذبة المقاومة والدفاع عن الإسلام الذي هو بريءٌ منكم.
ومتآمرون على أهل فلسطين، التي تمثل آخر شعلة إسلامية حرة في أرض الرباط التي تحدث الرسول صلى الله عليه وسلم عنها، فتريدون إخمادها من خلال التغلغل فيها بحجة التعاون للقضاء على الصهاينة، فتغتالون قادتها وتضعفون صفوفها مدَّعين أنكم تحمون ظهرها من غدر الصهاينة، بينما أنتم واليهود سادة الغدر وأساتذته، والتاريخ يشهد عليكم.
وفي كلا الحالتين، الأقنعة بدأت تسقط، وخطاباتك بدأت تفقد رونقها بينما يسقط قادة مرتزقتك عملاء إيران واحداً تلو الآخر وتزداد معهم احتفالات التأبين وخطابات التبجيل والتدجيل.