محليمقالات خاصة

بأبعاد لبنانية.. اغتيال اسماعيل هنية تعاون أم تخاذل؟

كتب االصحافي مصطفى عبيد لقلم سياسي،

استشهد فجر اليوم رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” اسماعيل هنية، من خلال استهداف مقر اقامته في طهران، وبينما تختلف الروايات حول أنَّ عملية الاغتيال تمت بصاروخ موجه تم إطلاقه من خارج الأراضي الإيرانية، أو أن العملية تمت في الداخل الإيراني وليس خارجه.

في كلا الحالتين، فإن عملية الاغتيال هذه تطرح العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول الدولة الإيرانية وتبعيتها ومدى قوتها، خصوصاً وأنَّ عملية الاغتيال هذه أو التصفية ربما، جاءت عقب تصفية الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي في ظروف غامضة صدمت العالم أيضاً.

وإن أردنا أن نحلل الأمور بحسن ظنٍ وبناءً على المشهد الخارجي السطحي، يتبين لنا أنّ إيران دولة فاشلة، فاسدة، ضعيفة، ينخرها السرطان حتى العظم، لا يمكنها حماية حدودها، ولا من يقيم داخلها كما لم تتمكن من حماية رئيسها سابقاً، وأنَّ كل ما يتحدث به حسن نصرالله في خطاباته عن إيران وعظمتها هو مجرد كلام وتطبيل فارغ، لا يرتقي لمستوى الحقيقة.

أما إن أردنا أن نتحدث بعقلانية، ونغوص بأبعاد الأمور فإن استشهاد هنية هو عبارة عن عملية منظمة ذات أبعاد إقليمية تم تحضيرها والتخطيط لها بعناية، وهو أيضاً عملية تصفية لأحد أبرز قيادات “حماس” بتورط إيراني في الكواليس حتى ولو كان ظاهر الأمور أن المنفذ هو إسرائيل، فكيف لدولة يتم التعريف عنها بأنها ندٌ للولايات المتحدة في القدرة والجاهزية والقوة والإعداد أن يخترقها صاروخ دون أن تتحرك دفاعاتها وراداراتها لصد الهجوم؟ وكيف لمسيرة أن تدخل إلى عمق العاصمة طهران بلا حسيب أو رقيب وتغتال شخصية مهمة وتغادر دون أي رد فعل إيراني.

ربما تورط حسن نصرالله وإيران من خلفه حين أعلن في آخر خطاباته أن قرار الحرب والسلم في الجنوب اللبناني هو بيد “حماس”، ورفضت حماس أن تهادن أو تستسلم ما يدفع بميليشيا إيران في لبنان واليمن للانجرار نحو الحرب، واغتيال شخصيات رفيعة المستوى وهو ما لا يريده نصرالله، ولا الإيرانيون، فجاء الحل من بوابة اغتيال هنية كمقدمة للحل وإنهاء الحرب في غزة وبالتالي في الجنوب اللبناني، فعين نصرالله الآن على لبنان، وما نفع الحصول على الرئاسة إن لم يتبقى وطن في حال الانجرار إلى الحرب؟!

خلاصة الأمر أن حسابات حماس لا تتوافق مع أجندة حزب الله وإيران، فوجود إسرائيل مبرر لوجود ميليشيات إيران وسلاحها، ووجود ميليشيا حزب الله مفيد لدولة الاحتلال، وتصفية هنية سوف تكشف الأيام أنها عملية تعاون إيراني – أمريكي – إسرائيلي في سبيل تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد ذو الصبغة الإيرانية – الأمريكية – الإسرائيلية.

فإن أحسنَّا الظن أو أسأناه، إيران دولة فاسدة فاشلة لم تكن يوماً تدافع عن غزة ولن تكون، وهي متورطة بعملية الاغتيال هذه بشكلٍ أو بآخر، والرحمة لروح الشهيد القائد إسماعيل هنية.


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مصطفى عبيد

كاتب ومحلل سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى