عربي ودوليمقالات خاصة

الضربات الوقائية للعالم العربي

كتب رئيس الهيئة الإدارية للمؤسسة العالية للبحث العلمي الدكتور علي لاغا،
في عقد التسعينيات من القرن الماضي أتيح معايشة ما ينتظره السودان ،وقد كانت الصورة واضحة لكل من ينظر بعقل أثقل بالخبرات من المختبر اللبناني ، من حيث تبدأ كرة تخريب المنطقة ، وفي محاضرة دعيت لإلقائها في حشد كان ينتظر رئيس مجلس الأمة محمد الأمين خليفة الذي حالت نوبة الملاريا من حضوره لملعب كلية البنات في الخرطوم المجاورة للمسجد الواقع على ملتقى النيلين ، وقد بدأت المحاضرة الساعة السابعة مساء وانتهت في الساعة الحادية عشر قبل منتصف الليل وتحولت إلى ندوة شارك فيها مدير جامعة أم درمان الإسلامية البروفسور علي أحمد محمد بابكر الذي يمتلك بعد نظر وحكمة وتدخل عميد شؤون الطلاب في الجامعة المشبع بالعاطفة وحفظ الشعر الحماسي ، كما كانت مشاركة من الحضور .
أثناء كلامي فوجئت بشعارات عنيفة : الموت لمصر ، الموت لسوريا …فخرجت عن هدوئي وقلت لهم أنزلوا أيديكم فأنتم لا تعرفون مصر ولا سوريا ولا مايحدث في القضية التي تتحمسون لها قضية فلسطين .
هدأ الهتاف وجرى حوار في منتهى الصراحة ، وقد ركزت على مصير السودان ، ومما قلته لهم وتحملوا كلامي بفضل سيطرة البروفسور على أحمد محمد بابكر على مسرى الندوة للقيمة التي يتمتع بها عندهم ولكونه مدير الجامعة.

  • إن دولة السودان ستنتهي يبساً / قبل التقسيم / كما تيبس الشجرة التي يتم اجتثاث جذورها من تحت الأرض وهي لا زالت واقفة.
    -إن حرب الجنوب ليست لمصلحة شعب السودان الجنوبي أو الشمالي بل هي ضربة استباقية للحد أو منع تمدد دولة السودان لأبعد من حدودها ، ليس احتلال أراضي بل انتشاراً حضارياً يعود لطيبة شعب السودان والمستوى العلمي والثقافي والجامعات العريقة التي يحتاج الزائر لركوب سيارة ليتمكن من الاطلاع على كل كلياتها .
    إن نفسية السوداني ذكراً كان أم أنثى ، وكرم الضيافة والمشاعر الإنسانية التي يتصفون بها تنال حب واحترام كل من يحتك بهم ، إن كل المقومات الاقتصادية والانسانية والتعليم وجمالية المعشر تتيح للسودان أن ينال اهتماماً حتى من الشعوب الأوروبية والعربية قبلاً .
    -إن السودان يمتلك ثروات ، ككل القارة الإفريقية ، من الذهب والبترول والغاز والمنغنيزيوم والنحاس والحديد والأورانيوم وهذه هي من أهم أو السبب الأول لما عرف بالاستعمار الذي اجتاح كل بلد يذخر بالثروات.
    الخلاصة :
    إن التناحر الداخلي في السودان وكل بلا العرب هو لمصلحة ماعرف بالاستعمار الذي يغير من مسمياته وشعاراته ، والموت والدمار والخراب الذي يتم على يد أهل البلاد أنفسهم هو الخادم الأكبر والوحيد لكل طامع ومفجوع والمشاركون فيه هم الخدم والخونة علموا أم لم يعلموا .
    وبعد ثلاثة عقود ونيف تعود بي الذاكرة إلى تلك الزيارات التي استمرت لثماني سنوات منسقاً بين جامعة أم درمان الإسلامية وجامعة الجنان، وإلى ماكان مزعجاً لمسامع الجماهير الذين كانوا يهللون لما هم فيه وكان كلامي عكس ما يتوقعون ويحلمون .
    رحم الله تعالى ابن خلدون الذي قال في مقدمته من لا يعرف حقيقة الحدث يكذب عن غير قصد ، فكيف بالجماهير التي لا تفهم بالذي يحيق بها إلا مما يسربه لها أعداؤها .
    علي لاغا
    24/7/2024


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى