محليمقالات خاصة

إذهبوا الى الحوار ولو مع الأمر الواقع

كتب حميد خالد رمضان لموقع قلم سياسي،
نبيه بري زعيم ميليشياوي وإن ترأس مجلس النواب لمدة 32 سنة،وحزب الله سيد الميليشيات ولو كان ممثلا بالسلطتين التشريعية والتنفيذية،وسمير جعجع ميليشياوي عتيق ولو تبرأ منها وخلع لباسها الزيتي، ووليد جنبلاط من قادتها المؤثرين، وسامي الجميل ابن وحفيد لمؤسسي ميشليشيا الكتائب اللبنانية، وسليمان فرنجية ابن قائد ميلشيا المردة، يعني أن اصحاب القرار في لبنان داخليا ولدوا جميعا من رحم السلاح الغير شرعي، وأصبحوا أمر واقع فرض نفسه على لبنان الدولة والمؤسسات،وبالتالي فرض الأمر الواقع نفسه وبدل أن يكون شواذ القاعدة، بات القاعدة نفسها، وبالتالي لا حرج على سمير جعجع وسامي الجميل وباقي السياديين والمستقلين من النواب الذهاب الى حوار مع الأمر الواقع الذي يتسيده نبيه بري..
الواقع: ممارسة ديمقراطية وفق الأنظمة المرعية الإجراء..
أمر الواقع: نهج ميليشياوي يخالف الدستور والأنظمة المرعية الإجراء ..
أمام هذا التناقض الفاقع بين القانون وخلافه صار لزاما على الأطراف اللبنانية أن تجد مخرجا على قاعدة (لا يموت الديب ولا يفنى الغنم) كي نخرج لبنان الوطن والكيان من عنق الزجاجة التي تؤشر أن اختناقه بات قاب قوسين وادنى من الحدوث،وهذا يضر الجميع حتى ولو ذهبوا الى الفدرلة او ما شابه ذلك،لأن الديمغرافيا اللبنانية متداخلة يصعب فرزها إن لم يكن مستحيلا..
خلاصة القول:فليذهب الفريق السيادي الى سلوك طريق المواجهة المباشرة تحت قبة البرلمان مع الفريق الآخر ولو كانت هذه المواجهة الحوارية برئاسة نبيه بري، كونه يقود فريق الأمر الواقع بغطاء من حزب الله، وهذا أفضل من البقاء بمربع التحدي الذي نعيش تداعياته يوميا،وهذه الرؤيا ليست استسلاماً لفريق خبرناه من عقود أنه يعمل لصالح أجندات خارجية وأنه يدوس على الدستور ساعة يشاء،ولا تراجعا عن ثوابت وطنية، بقدر ما هو تقصد اللحاق بالكذاب لباب الدار،حتى ولو كنا متأكدين
من أنه كذاب..
الحوار برئاسة نبيه بري ليس تنازلا إستراتيجيا بقدر ما هو نهج (تكتي) هدفه كشف الاعيبه أمام الرأي العام اللبناني، أو هدفه الوصول الى إنتخاب رئيس توافقي مذبذب لا لهذا ولا لذاك..
الحوار برئاسة بري لا يقدر أن يصل برئيس تحدي وهذا واقع فرضته الإنتخابات النيابية(2022) وبالتالي فلنذهب الى حوار نتيجته إما إنتخاب رئيسا للجمهورية،أو البقاء على ما نحن عليه الآن، فإن انتخبنا رئيسا توافقيا نكون قد ربحنا، وإن لم يحصل ذلك لن نخسر شيئا،بل على العكس تماما نكون برءاء من دم وطن أكلته ذئاب إنسية..
سيقول البعض أن القوى السيادية جربت
القوى الغير سيادية وهذا معلوم للرأي العام اللبناني، وأن من جرب المجرب كان عقله مخرب، وهذا صحيح مئة بالمئة،ولكن يبقى السؤال ماذا بعد ولبنان بات على شفير الزوال، وبالتالي على الحريصين على بقائه الذهاب الى حوار نهائي مع الطرف الآخر حتى ولو كان هذا الطرف سيترأس جلسة الحوار،ولو لا سمح الله لم نصل نتيجة إيجابية فليذهب كل مكون لبنان الى حيث يريد
حتى ولو كان ولوج دروب التقسيم او الفدرلة او لا مركزية إدارية ومالية موسعة،سيما وأن الشعوب اللبنانية سئمت الإنتظار وقرفت من الطبقة السياسية، وخاب أملها بواقع تتطمئن معه
او تذهب لأمر واقع فُرض عليها يخفف
نسبة معاناتها ويُهدئ من نسبة غليان مخاوفها وهذا أضعف الإيمان..
أما موقفي كمواطن بسيط فهو الرفض لكل ما أوردته كإقتراح ولكن الأمر الواقع فرض نفسه بقوة السلاح الغير شرعي يمتلكه مكون يزعم أنه (لبناني)، يقابله نهج وطني سيادي لا يمتلك السلاح، لذا فلنذهب الى حوار يؤكد الزواج او الطلاق..


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى