
قال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله إنّنا “في لبنان ومنذ 8 تشرين الأوّل الماضي، دخلنا معركةً مختلفةً ونخوض معركةً مختلفةً، وأعلنّا بوضوح أنّنا فتحنا جبهة الإسناد اللّبنانيّة لمعركة طوفان الأقصى الفلسطينيّة، لأنّها معركة الأمّة كلّها، إضافةً إلى جبهات الإسناد في اليمن والعراق ومعنا سوريا وإيران الدّاعمتان”.
واعتبر أنّ “ما قامت به المقاومة في غزة في 7 تشرين الأوّل الماضي، هو حقّ كامل لها، وللأسف هناك من ما زال يندّد بما قامت به. أمام معاناة آلاف الأسرى الفلسطينيّين في السّجون، والتّعذيب والتّرهيب، وأمام حصار أكثر من مليونَي إنسان في قطاع غزة، وأمام التّهديدات الّتي يتعرّض لها المسجد الأقصى، وأمام سكوت العالم وتجاهله لقضيّة فلسطين وقضيّة شعب يعيش نصفه تحت الاحتلال والنّصف الآخر في الشّتات، نجد أنفسنا منسجمين تمامًا في جبهة إسنادنا مع انتمائنا للحسين، في معركتنا التّي من الطّبيعي أن نقدّم فيها التّضحيات”.
وأوضح أنّ “للمرّة الأولى في تاريخه، يعيش الكيان الصّهيوني أسوأ حالاته وأيّامه وعلى كلّ صعيد، كما يعترف قادته. وللمرّة الأولى يتحدّث قادته ونخبه عن خراب الهيكل الثّالث، والمقصود هذه الدّولة الثّالثة، بعد خراب الهيكلَين السّابقين عبر التّاريخ”.
وأشار نصرالله إلى أنّ “إسرائيل تجد نفسها عاجزة عن تحقيق أهدافها، وتغطّي فشلها بارتكاب المجازر وقتل المدنيّين، وتعاني في جيشها وأجهزتها الأمنيّة وحكومتها وأحزابها وهجرتها المعاكسة وثقتها بنفسها وثقة شعبها بالبقاء فيها ونظرة العالم كلّه لها؛ وهذا حصيلة القتال والصّمود”.
إلى ذلك، لفت إلى أنّ “كلّ محاولات الكيان إخفاء خسائره البشريّة والمادّيّة سواء في قطاع غزة أو الضفّة أو جنوب لبنان، بدأت تظهر. وقد أعلن رئيس حكومة العدو السّابق يائير لابيد أنّ 9254 فردًا بين ضابط وجندي أُصيبوا وخرجوا كليًّا من الخدمة، بينهم 3 آلاف بُترت أطرافهم، 650 يعانون من شلل، 185 أُصيبوا بالعمى الكامل، آلاف عدّة يعانون من صدمات نفسيّة حادّة”.
واوضح انه “للمرّة الأولى، اعترف الجيش الإسرائيلي أنّه كما يعاني من نقص في المقاتلين والقادة، الّذين أُصيبوا أو قتلوا في المعارك، أنّه يعاني من نقص في الدبّابات بسبب تضرّرها في جبهات القتال في قطاع غزة والشّمال، وخروجها من الخدمة، إضافة إلى نقص الذّخيرة؛ وأنّ كميّة الدبّابات المتوفّرة حاليًّا ليست كافية للمجهود الحربي الحالي في غزة وفي جبهة الشّمال”، مضيفًا: “إذا جاءت دبّاباتكم إلى لبنان وجنوبه، فلن تعانوا من نقص في الدبّابات، لأنّه لن تبقى لكم دبّابات”.
وحمل نصرالله الولايات المتحدة “المسؤوليّةً الكاملةً عن الجرائم والمجازر الّتي يرتكبها العدو الإسرائيلي، من خلال الدّعم المادّي والعسكري الكامل وتزويده بالسّلاح والصّواريخ”، داعيًا الشعب الفلسطيني إلى أن “لا يصغي إلى الأصوات القبيحة الّتي تحاول الطّعن في المقاومة وتحميلها مسؤوليّة المعركة، فالمقاومة لم يُترك لها خيار، والفلسطينيّون جرّبوا كلّ الخيارات، ومطلوب من الشّعب الفلسطيني بكلّ حركاته وقواه وأحزابه إلى التوحّد اليوم في معركة المقاومة الّتي ستصنع مصير فلسطين والمنطقة بأكملها لا بل الأمّة”.
وختم أنّ “جبهتنا لن تتوقّف ما دام العدوان مستمرًّا على غزة وأهلها ومقاومتها، والتّهديد بالحرب لم يخيفنا منذ 10 أشهر، عندما كانت إسرائيل في غزّ قوّتها كما يُقال، ولا تعاني من نقص في القادة والجنود والدبّابات والذّخيرة”.