مقالات خاصة

اللقطة الحميمية بين المفتي دريان وجبران باسيل

كتب حميد خالد رمضان لقلم سياسي

َ
(البطريرك بشارة الراعي أرسل الأب”ابو كسم” كممثل شخصي لمشاركة المجلس الشيعي الأعلى في إحتفالى إطلاق كتاب “الغدير والإمامة” وسماحتك يعلم كما نعلم ماذا يعني لهم مصطلح الغدير والإمامة،الذي يخالف كل شرعنا الإسلامي الحنيف)..
في لقاء بكركي كان مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان تأثيرا واضحا تجلى بتشابك يديه مع يدي جبران باسيل تظلله ابتسامات تبشر اللبنانيين عامة واهل السُنّة والجماعة خاصة بإنفراجات ستحل كالغيث على لبنان لإستعادة ربيع فقدناه من زمن طويل، طبعاً هذا كابوس لحلم يراودنا ..
*ماهي الحيثية التي دعت سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية لحضور لقاء بكركي برعاية ممثل بابا روما (الفاتيكان) مع أن القاصي والداني يئس من روح هذه الإجتماعات التي خبرناها بصرا وبصيرة وجربناها قولا لا فعلا، وعايشناها مكرهين لا مخيرين، وبالتالي كنا نأمل من سماحته عدم الحضور لا لسبب طائفي ولكن إحتراما لهذا المقام السامي، سيما وأن كل المكونات اللبنانية إستفاقت فجأة على المكون السُنّي بعدما كان بالنسبة لهم لزوم ما لا يلزم او نسيا منسيا..
من عجب العجاب ومن منطلق الإستغراب نرى بأم العين مرجعياتنا الدينية والسياسية تتشظى جماعات وفرادى لعقد لقاءات مع المتناقضات على الساحة اللبنانية،فمثلا نشاهد لقاء مع الثنائي الشيعي،يعقبه لقاء مع البعثي والقومي والشيوعي ،يتلوه لقاء مع حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وحزب الكتائب اللبنانية،يتبعه لقاء مع تيار المردة،يلتحق به لقاء مع شخصيات سياسية ودينية مستقلة، والنتيجة (صفر) سواء على الصعيد الوطني والطائفي..
صاحب السماحة بدل أن يكون دواء لداء التشظي (السُنّوي) نراه وللأسف يعيش بكوكب آخر،يستقبل الكل ويزور الكل وهذا حق من حقوق منصبه،ولكن في المقابل نسأله عن رعيته التي هي الأكبر في لبنان،وهو المسؤول عنها في أتراحها وأفراحها إن وجدت،أقواله تسر الناظرين،أفعاله تحزن المعايشين لسيرته العلمية الشرعية،ومسيرته السياسية والوطنية، وهذا لعمري تأسف له طائفته..
الآن أصبح المكون السُنّي محبوب من الجميع،والكل يطلب رضاه،والكل تذكره بعد نسيان طويل وطويل جدا،والكل شارك بشكل مباشر وغير مباشر بتهميشه وبحرمانه من حقوقه المنقولة وغير المنقولة،ومتهما إياه بالتطرف والإرهاب ومع ذلك ترى مرجعياته الدينية والسياسية(كالهبل) تهرول مسعورة للمشاركة في أي لقاء لتقديم اوراق إعتمادها لمن هب ودب ضاربة بعرض الحائط مصلحة هذا المكون كرمى لعيون أن يقال عنها أنها إعتدالية وسطية..
*يا صاحب السماحة ما هكذا تورد الإبل ولا هكذا يرضي رعيتك،ولا هكذا يعيد لها حقوقها ومشاركتها بصنع القرار الوطني،ولا هكذا تسترجع ما سلب منها بعقد لقاءات غب الطلب هدفها إستغلالها
لتخدم مصالح المكونات اللبنانية الأخرى
مع أن سماحتك يعلم علم اليقين وحق اليقين وعين اليقين أن هذه الهجمة نحوى (رعيتك) بعد تغييب متعمد لها من قبل الكل ما كانت لتحصل لولا حاجتهم لغطاء طائفة جزء من أمة تعدادها كاد أن يبلغ الميارين،كونهم دخلوا نفق مظلم صعب الخروج منه فلجأوا لسماحتكم طلبا للنجدة ليس حبا بطائفتكم ولكن كرها بما وصلوا إليه من طريق مسدود..
*ألا تعلم يا صاحب السماحة أن من تعقد معهم إجتماعات هم أساس كل أزمة تحل بلبنان،وأنهم تحالفوا فيما بينهم كأقليات تكن عداء مزعوم لرعيتك،وأنهم ما زاروك إلا لأنهم إختلفوا فيما بينهم،فأصبحوا يممون وجوههم شطر دار الفتوى للقاء سماحتكم لكسب ودك وود دار السُنّة والجماعة ظنا منهم أن تكون لجانب كل منهم على إنفراد،ليحظوا بمصافحة يديك ولينالوا بسمة(فيك) التي وللأسف تمنحها للجميع بحسن نية،وتمنعها عن رعيتك التي هي لبسوك في القر والحر..
*بالله عليك يا صاحب السماحة أعد لهذا المقام السامي كرامته ونحسبك عند الله أنك أهل لذلك،وأن تنأى بدار الفتوى عن صراع المكونات الأخرى،وأن تبعدها عن الولوغ في صحن(أقلوي) لأن ثمة من يريد توريطها في صراعات طائفية ومذهبية،وبدل أن تسعى لتوحيد اللبنانيين وهذا مرادنا جميعا،على شخصكم الكريم أن توحد رعيتك(طائفتك) أولا التي تشظت كأيد سبأ،ويعلم الله أننا لا نريد زيادة الشروخ شرخا آخر بين اللبنانيين،ولكننا نريد أن نعيد توحيد الطائفة على موقف يجنبها مزيدا من الإنقسام،على قاعدة(إذا الزيت لزم للبيت حُرم على الجامع) وصدقني يا صاحب السماحة ان من لا يكون وجه خير لأهله،لن كذلك للآخرين،وبدل أن نسعى لحل مشاكل الآخرين،علينا أن نسعى لحل مشاكلنا..
اللهم إني بلغت فاشهد..


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى