العدو يعرف العدو يعلم.. ولكن نصرالله شكله لا يعلم

كتب الصحافي مصطفى عبيد لقلم سياسي،
وكأنه إعلان ترويجي لأحد أفلام الآكشن المنتظرة، أو هو مقطع فيديو يحاول صاحبه من خلاله تحقيق مشاهدات مليونية بالتهديد، والتشويق، والتصعيد، هكذا كانت إطلالة حسن نصرالله الأخيرة المليئة بالمغريات المفقودة على أرض الواقع، علمنا، كشفنا، لدينا، فضحنا، خططنا، استطعنا الحصول على معلومات قيمة، ولكننا بدل أن نضرب لنوجع، ظهرنا على الشاشات كي نقول للعدو بأن يأخذ حذره ويغير مواقعه بينما نحن نخدر أتباعنا بالإنجازات الخطابية.
الحقيقة أننا لم نتوقع أكثر من ذلك من سيد الهدهد، فما الهدهد الا وسيلة تم من خلالها بناء الخطاب ولكن لا الهدهد نفع ولا الخطاب أوجع، ولكن كليهما كانا مجرد حرب إعلامية، ولو شاء الحزب فعلاً أن ينقذ فلسطين لأشعل الحرب من اليوم الأول نصرةً لأطفالها، ولكن فلسطين بالنسبة لأبناء فارس ورقة تفاوض لا أكثر ولا أقل، ومقدسات فلسطين لا تعني لهم شيئاً، فمقدساتهم بخير هناك في كربلاء.
هكذا كان خطاب سيد الكهف، تهديد فارغ، ووعيد لا يسمن ولا يغني من جوع، وما تبقى منه فكان على وزن العدو يعرف، العدو يعلم، ولكن نصرالله شكله لا يعلم، لا يعلم نصرالله أنه لا يملك الصلاحية للتحكم بالسياسة الخارجية لوطنٍ بأطمله، ولا يعلم نصرالله أنه قد قام بتهديد دولة أوروبية معتقداً هذه المرة أن صواويخ حيفا قد تبلغ قبرص، ولكن زيلينسكي الشرق ربما نسي، او تجاهل أن قبرص تتبع للناتو، فهل منحه أسياده هناك في إيران صلاحية تهديد الناتو؟ أم أن هنالك برج مراقبة قبرصي ينوي الحزب التدرب عليه؟
ربما تهديد قبرص هو مجرد إضافة من المخرج ليحقق هذا الخطاب الشعبية اللازمة بين أتباعهم وأعوانهم لا أكثر ولا أقل، ولكن على السيد وأتباعه أن يعلموا أن الطريق إلى القدس لا يمر بقبرص مثلما لم يكن يمر بأبناء سوريا سابقاً.