مقالات خاصة

بسبب فرق الدولار وغياب الإنتاجية.. كرامي يعتذر عن اللعب بالمراجيح هذا العيد

كتب مصطفى عبيد لقلم سياسي،

من الأمور التي تثير السخرية في لبنان هو حرص سياسيوه الذين ينتمون للطائفة السنية عند كل مناسبة دينية، على المبادرة للاعتذار عن استقبال المهنئين، والحرص على التعبير في بياناتهم عن حجم حزنهم وألمهم لما يعانيه المسلمون سواء في غزة او في أي بقعة من بقاع الأرض، وها هو اليوم على سبيل المثال لا الحصر نائب الأمة المبجل فيصل كرامي يسارع لإصدار بيان مصاغ بحبر الدموع، هي نفسها دموع أخوة يوسف عند كذبهم على أبيهم، ودموع الزعماء العرب عندما يتصدرون المنابر للاستنكار عما يحصل لأطفال غزة.
ربما هو الأمر قد أتى من أحد أنفاق الجنوب حزناً على فراق فقيد لم يمضي على فقدانه أربعون، أو قد تكون حجة لتوفير مبالغ من المال خصوصاً وأنه ربما لا يستفيد هو وزملاؤه النواب من بدل إنتاجية على فشلهم في انتخاب رئيس، ومعاشه قد لا يتخطى بضعة مئات أو آلاف من الدولارات ولا تكفيه لاستقبال المهنئين بالعيد.

فلا تتحجج يا حضرة النائب المحزون أنت وغيرك بأطفال فلسطين وأنت التابع لمن ارتكب المجازر بأطفال سوريا، ولا تجعل غزة وأهلها وأطفالها حجة للتهرب من واجب ديني، فأهل غزة رغم كل مآسيهم وأوجاعهم والمجاعة التي يعانون منها تجدهم فرحين بالعيد، يعظمون شعائر الله ويحتفلون بهذا اليوم المبارك ويسألون الله النصر مقتنعين بعظمة هذه الأيام وهذه الشعائر مهما كانت الظروف، فنصر الله قريب ولكن هو ليس ذلك الذي تتبع له ولفريقه.
يا حضرة النائب فلسطين لا تنتظر منك الاعتذار عن استقبال المهنئين، ولا تأبه لمواقف بالية مليئة بالرياء، لا تمت للرجولة ولا للسياسة بأية صلة، فهي كلمات واهية لإخفاء الضعف والاستسلام.
فاذهب أنت وغيرك والعبوا بالمراجيح في العيد، وعايدوا سيدكم في الكهف، وقبلوا الأيادي فربما تكون عيديتكم وزارة في الحكومة المستقبلية، وكل عام وبياناتكم البالية بألف خير.


iPublish Development - Top Development Company in Lebanon

مصطفى عبيد

كاتب ومحلل سياسي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى