مقالات

طه عودة أوغلو : ترقب تركي للقمة المنتظرة بين الرئيسين الأميركي و التركي


طه عودة اوغلو

يسود الأوساط السياسية التركية حال من الترقب للقاء القمة المنتظرة بين الرئيسين الأمريكي جو بایدن والتركي رجب طیب اردوغان في بروكسل غداً على هامش قمة (الناتو) اذ ينظر إليه مراقبون على أنه فرصة الإصلاح الأضرار التي لحقت بعلاقات الحليفين ضمن حلف الناتو في السنوات الماضية.
وشهدت العلاقات التركية – الامريكية منذ فترة حالة مد وجزر زاد من تعقيداتها تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط ولعل الخلاف الذي حدث بين الطرفين على خلفية شراء أنقرة منظومة الصواريخ الروسية (أس-400) والتي وصلت الى فرض عقوبات على رئاسة مشتريات الدفاع التركية لا يزال يلقي بظلاله على مستقبل العلاقات بين البلدين.
وكان اردوغان قد صرح اخيرا في لقاء مع عدد من الصحفيين أنه يعتزم بحث توتر العلاقات بين أنقرة وواشنطن مع بایدن في لقائهما المرتقب.
وأضاف “لقد قمنا ونقوم باستعداداتنا الأولية لهذا اللقاء وحينما نلتقي سنسأله عن سبب توتر العلاقات التركية-الأمريكية إلى هذا الحد”.
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن الولايات المتحدة ترغب في التعاون مع بلاده بخصوص ملفات عدة تضم البحر المتوسط والبحر الأسود والقوقاز وليس مسألتي ليبيا وسوريا فقط.
وتاتي التصريحات التركية الإيجابية التي تسبق القمة التركية – الأمريكية في وقت شهدت العلاقة بين البلدين في الأشهر القليلة الماضية قدرا كبيرا من التوتر والتخبط جعلت العلاقة التركية الأمريكية مضطربة وغير مستقرة.
ووفقا لمراقبين سياسيين فإن العلاقات التركية – الأمريكية تمر حاليا بمرحلة مخاض عسير ومفترق طرق وليس من السهل تبسيط الأمر إلى مجرد فتور عابر في العلاقات بل وجود مشکلات معقدة ويكاد يكون صراع المصالح هو الأخطر في الخلاف بين الطرفين.
ولعل (السيناريو) الأرجح لمستقبل العلاقات بين البلدين هو أن تستمر المراوغة بالعلاقات بين أنقرة وواشنطن بین الانفتاح مرة والتوقف مرة أخرى لكن برغم القضايا الخلافية فالواقع يقول إن العلاقات الأمريكية – التركية ستتواصل في أطر المصالح المشتركة الكثيرة لكلا الطرفين فإدارة بايدن تدرك حاجتها إلى تركيا في الشرق الأوسط والقوقاز وآسيا الوسطى ومن ثم فهي مضطرة لاحتوائها والاعتراف بواقع تركيا الجديد.
كما أن أردوغان حريص على فتح صفحة جديدة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لتجنب الأزمات الاقتصادية ولكن مع الاستمرار في سياسة خارجية متعددة التوجه.
وأيا يكن التصور في تركيا عن طبيعة سياسة بايدن تبقى الحقيقة القائمة أن عددا لا يستهان به من التحديات سيفرض نفسه على البلدين خلال المرحلة القادمة في وقت يحتاج فيه كل منهما إلى الآخر وهو الأمر الذي يبقي الأمل قائما بتحسن هذه العلاقات ونقلها إلى مستوى أعلى رغم وجود خلافات.

ويمكن القول إن العلاقات التركية – الأمريكية ستشكل في المرحلة القادمة تباعا حسب التطورات التي تحدث في منطقة الشرق الأوسط والأهم من ذلك أن طبيعة تعامل القوات الأمريكية مع ملفات ليبيا وسوريا وشرق المتوسط هي التي ستلعب دورا حيويا في هذه العلاقات.
وتأمل انقرة في تجاوز الصعوبات والنقاط الخلافية التي وترت العلاقات بين الجانبين في العامين الماضيين.
وفي حال نجاح القمة التركية – الأمريكية يمكن القول أن البلدين أمام مرحلة جديدة من مراحل التحالف الإستراتيجي الذي سينجم عنه من “منظور إقليمي” ترتيبات اقليمية و سيناريوهات جديدة في المنطقة .

طه عودة أوغلو

باحث بالشأن التركي والعلاقات الدولية حاصل على درجة البكالوريوس بامتياز من جامعة يلدز في إسطنبول كلية الهندسة الكيمائية. -أكملت دراساتي في مجال الإعلام من خلال الدورات المكثفة في وكالة الإسوشيتدبرس الأمريكية في لندن خلال أعوام 1999 و2002 و2006. أعمل في المجال الصحفي منذ عام 1998 وشاركت في إصدار وتحرير نشرة إخبارية باللغة العربية في وكالة إخلاص للأنباء التركية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى